تمكن طلال زيدان العامل في مطحنة سلمية بريف حماة من نحت الكتل الفولاذية التي يزيد وزنها على 300 كغ بكل صبر لساعات طويلة ليحولها إلى سلندرات فولاذية تسحق حبات القمح وتحولها إلى دقيق.
وأكد زيدان العامل في المطحنة منذ 17 عاماً أنه بعد أكثر من عقد ونصف العقد من العمل مع الكتل الفولاذية التي تزيد أوزانها على 300 كغ بات جل تفكيري منصباً في كيفية الوصول بها إلى أحسن مستوى في الإنتاج عبر تأهيلها بجودة عالية وتحويلها إلى سلندرات تخدم بيئة العمل القاسية في المطاحن.
ولفت زيدان إلى أن مهنة تأهيل السلندرات الفولاذية أو ما يعرف بأحجار الطحن تعد من أعقد وأقسى المهن لكونها تحتاج إلى صبر طويل كما أن القطاع الخاص بحماة لا يمتلك هذا النوع من الحرف لذلك فإن مطحنة سلمية باتت مقصداً للمطاحن العامة والخاصة بهذا المجال.
وأوضح زيدان أن المهنة تمر بمرحلتين الأولى تشمل صقل وتسوية أسطح السلندرات الفولاذية عبر مخرطة كبيرة وهذه المرحلة حساسة وتتطلب قياسات دقيقة للوصول إلى أسطح متجانسة للسلندر الذي هو عبارة عن قطعة فولاذية أسطوانية الشكل بطول متر وقطر نحو 30 سم أما المرحلة الثانية فتعتبر الأعقد وتتطلب اليد الخبيرة والتركيز العالي لنحت أسنان الطحن وهي عبارة عن مصفوفات من النتوءات الفولاذية الحادة والمتجانسة على امتداد جسد القطعة الأسطوانية الفولاذية وهذا يتم باستخدام أقلام ورؤوس الفولاذ المختلفة.
وأشار زيدان إلى أن نحت هذه المصفوفات يجب أن يتم بقياسات هندسية بالغة الدقة مع مراعاة أن تكون قادرة على تحمل ضغط آلاف الأطنان من القمح خلال أشهر متواصلة من العمل المستمر مبيناً أن صيانة السلندر الواحد تتطلب وقتاً زمنياً طويلاً يتخطى أياماً عدة.
وأوضح مدير فرع المؤسسة السورية للحبوب بحماة المهندس وليد جاكيش أن زيدان من أكفأ العاملين وخاصة أنه يتولى مهمة صيانة 250 سلندر طحن لمطحنة سلمية إضافة إلى قيامه بصيانة سلندرات للمطاحن الخاصة المتعاقدين معها حيث تبلغ تكلفة صيانة السلندر الواحد 350 ألف ليرة إلى جانب قيامه مؤخراً بإعادة 40 سلندر إلى العمل لمطحنة دير الزور.