شارك
|

مغتربو سورية.. وهل يجد الطفل الأمان إلا في حضن أمه؟

تاريخ النشر : 2015-12-31

تقرير: فرح مخيبر

 

"وهل يجد الطفل الأمان إلا في حضن أمه؟".. محاولات إيجاد البديل عن الوطن في بلاد الغربة، كانت فاشلة بامتياز.. لسان حال المغتربين الذين "وزَّعتهم كفُّ الرّياح فهلا جمّعتهمْ يَدُ النّسيم الهادي" لتحقيق أمنية اللقاء والعودة إلى الوطن والمشاركة في أعياد مسلميه ومسيحييه المتزامنة هذه الأيام فكل مغترب لن يرتاح إلا في بلده الأم، وقد عبر المغتربون في كل المناسبات أن شقاءهم لن يندثر بعودتهم إلى حضن الوطن فقط، بل حين يعود السوريون يداً واحدة في أفراحهم وأحزانهم.

 

ومع فرحة الأعياد التي تعم العالم رأى من أدمى قلوبهم الحنين إلى الوطن، أن أشجار الميلاد ونواقيس الكنائس ومآذن الجوامع تهلل حيث ينتشرون، وعيون الأطفال الذين يلهون ويستمتعون بالعيد والحلوى، ويترقبون حلول العام الجديد بفارغ الصبر للاحتفال به، بينما هم يشعرون بغصّة، عندما تمر بمخيلتهم تلك الطقوس التي لا يستطيعون معايشتها في وطنهم الأم سورية.

 

وبصوت واحد يرددها مغتربو سورية في أصقاع الأرض "سوريتنا أجمل أحرف كتبتها الأبجدية الإنسانية.. هي بلد الحب والتآخي والعيش المشترك.. سورية هي كالدم في شرايين كلّ سوري مهجّر أو مشرّد أو تائه في بلاد الله الواسعة".

 

ومع مرور الأعياد التي لا نشعر بمذاق حلواها، أو سعادة اللمة العائلية أو السهرات في مدن نعلم أنه رغم استعدادها للتجمل والزينة كي تسعد أطفالها، ما زالت تعاني بل تنزف من إرهاب استهدف كل شيء جميل فيها.

 

وللمغتربين السوريين نصيب كبير من الحزن وتجرع مرارة الغربة مع قدوم الأعياد ، فهو يأتي حاملاً معه اللهفة إلى الوطن والشوق إلى الأهل ، والحنين إلى تفاصيل اعتادوا عيشها في وطنهم، ولأجواء خاصة لم ينعموا بها إلا داخل أسوار الوطن، ويبقى حالهم حال الشاعر ..
إني رحلت ؛ ولم أرجع إلى وطني
لكنه - في دماء القلب - مسكوب
و العيد يبقى ؛ بلا أهل و لا وطن
كأَّنه مأتم ؛ و اللحن تنحيب
يا عيد عدت ، و ما عادت قوافلنا
و لا أتانا - وراء البحر - مكتوب

 

ومع حلول 2016، هل آن الأوان للمغتربين أن يعودوا بعد غيابهم الطّويل إلى أرض وطن أنهكته يد الإرهاب الظالمة، التي وفدت من تعبئة فكرية أرادت القضاء على تسامح أهله وعيشهم المشترك، ويضعوا نهاية لرحلة الشقاء والمعاناة ويطووا صفحات من الحنين والذكريات، بمشاركة الوطن في أحزانه وأعياده؟


عدد القراءات: 12953