شارك
|

"الحلبي" .. أول حرفي للموزاييك في سوق المهن اليدوية

تاريخ النشر : 2016-05-04

خاص - أدونيس شدود

 

كثيرة هي التقارير الصحفية والإعلامية التي أنجزت حول مهنة الموزاييك الدمشقية العريقة، ولكن 30 عاماً قضاها هذا الرجل في نفس المهنة وتفاصيلها، أغرتنا لننجز من جديد هذا التقرير.

 

جهاد الحلبي أبو أسامة، أول من عمل في الموزاييك ضمن سوق المهن اليدوية في دمشق منذ ثمانينيات القرن الماضي، ومازال باب محله يفتح حتى اليوم.

 

يقول الحلبي بأنه أخذ أساسيات المهنة عن والده منذ كان عمره عشر سنوات، كان يدرس حتى قدوم فصل الصيف الذي يقضيه بتعلم تطعيم الخشب بالخشب، وهو أصغر شخص أخذ محلاً لممارسة المهنة في السوق الذي يتواجد فيه إلى الآن، وكان حينها في ربيعه الثامن عشر.

 

اليوم هو ينتظر أن ينقل سر المهنة لابنه أسامة، ولكنه يتريث حتى ينهي ابنه دراسته، وبعدها يتفرغ لحرفة أبيه وجده، الأب الذي طوّر كما يقول في مصلحته، خاصة بعد أن استفاد من التكنولوجيا والحاسب في تحديد المقاسات وغيرها من التقنيات التي كانت طوال سنين عديدة يدوية صرفة.

 

رغم ظروف الحرب وتبعاتها، ورغم كل العروض التي قدمت له، بقي الحرفي الدمشقي في دمشق محتفظاً بعبارته: "هذه المهنة حملتنا 30 عاماً، فلا ضرر إن حملناها نحن 6 سنوات".

 

يتساءل الحلبي: " إذا تركت أنا وغيري من المهنيين هذه الحرف التراثية، فما هو مصير تراثنا العتيق؟"، ويضيف : " دول عديدة تسعى لتلقف كل الحرفيين المهرة وشيوخ الكار للعمل داخل أراضيها، وتقدم تلك الدول مختلف أنواع المغريات المادية والمعنوية، لكن الحرفي الذي يعرف بأن مهنة سورية مثل مهنة الموزاييك عمرها 3000 سنة، لن يرضى أبداً أن يأتي يوم تصبح فيه ذكرى فانية".

 

تمتزج أنواع الخشب الدمشقي المتعددة فيما بينها وتمتزج أيضاً مع ذكريات السنين الماضية التي جعلت من هذا الرجل مقصداً لمحبي الموزاييك والباحثين عن اقتناء قطعه.


عدد القراءات: 15455