شارك
|

منذر: سورية أوفت بالتزاماتها تجاه اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية

تاريخ النشر : 2018-04-05

 

أكد القائم بالأعمال بالنيابة لوفد سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الوزير المفوض منذر منذر خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في سورية أمس أن "سورية حرصت دوماً على تقديم كل أشكال التعاون المطلوب والتعامل بكل إيجابية وشفافية ومرونة لتنفيذ التزاماتها وذلك في ظل تحديات كبيرة ووضع أمني صعب ومعقد واستفزازي ناتج عن السلوك المعادي الذي قامت به بعض الإطراف الإقليمية والدولية "، مبينا أن الحكومة السورية حققت إنجازا غير مسبوق في تاريخ المنظمة من خلال إنهاء البرنامج الكيميائي السوري بزمن قياسي وإلى غير رجعة الأمر الذي أكدته البعثة المشتركة للتخلص من الأسلحة الكيميائية في سورية في تقريرها المقدم إلى مجلس الأمن في حزيران 2014.

وأضاف منذر: لكن للأسف فبدلاً من الإشادة بما قامت به الحكومة السورية نرى بعضا من أعضاء مجلس الأمن وأعني هنا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا امتهنت فن الخداع والتضليل لتنفيذ سياساتها في الهيمنة على العالم والعودة به الى عهود الاستعمار والانتداب والوصاية حيث تستمر هذه الدول في استغلال منبر المجلس تارة من خلال توجيه اتهامات باطلة للحكومة السورية لا أساس لها من الصحة وتارة أخرى من خلال ابتكار نمط جديد لجلسات هذا المجلس وذلك بهدف واحد فقط أصبح واضحا للجميع هو عرقلة تقدم الجيش العربي السوري في مواجهة التنظيمات الارهابية التي تدعمها هذه الدول وتشويه صورة الحكومة السورية ومحاولة ابتزازها سياسيا.

وبين منذر أن خير دليل على هذا الكلام هو ما شهدناه من مسرحيات تمثيلية قامت بها ما يسمى /الخوذ البيضاء/ الذراع التضليلي لتنظيم جبهة النصرة الارهابي حول استخدام مزعوم للمواد الكيميائية السامة في الغوطة الشرقية والتي ترافقت مع انجازات الجيش العربي السوري وحلفائه في تحرير هذه المنطقة من سيطرة المجموعات الارهابية والتي ثبت بطلانها جميعا مشيرا الى انه وفي سابقة خطيرة شهدنا خلال هذه الفترة ايضا صدور تصريحات من كبار مسؤولي الدول التي اشرنا اليها تقول صراحة ان السبيل الوحيد لإنقاذ هذه المجموعات هو فقط في حال تم استخدام الاسلحة الكيميائية وكأن هؤلاء المسؤولين يقولون للمجموعات الارهابية المسلحة استخدموا المواد الكيميائية السامة ضد المدنيين واعملوا على فبركة الادلة واستجلبوا شهود الزور وتلاعبوا بمسرح الجريمة كما فعلتم سابقا وسنكون جاهزين مع ما نملك من قدرات اعلامية وسياسية لاتهام الحكومة السورية والتدخل لنجدتكم.

وقال منذر: هذا ما تقوله هذه الدول للمجموعات الإرهابية وهذه المسرحيات لا تختصر على ما يسمى /الخوذ البيضاء/ فنحن شهدنا في مجلس الأمن الجزء الثاني من مسرحية خان شيخون الذي أدارته وأخرجته دولة دائمة العضوية في هذا المجلس مبينا ان حالة الإنكار التي يمارسها بعض أعضاء هذا المجلس هي حالة غير مسبوقة فعلى الرغم من اتفاق عدد كبير من أعضاء هذه المنظمة الدولية على أن استنتاجات آلية التحقيق المشتركة حول المسؤولية المزعومة للحكومة السورية بشأن حادثة خان شيخون هي استنتاجات باطلة فإن هذا الأمر لم يمنع عددا من الدول من تكرار الأكاذيب وتوجيه اتهامات لا أساس لها من الصحة للحكومة السورية.

وأضاف منذر: إننا نذكر أعضاء مجلس الأمن بأن آلية التحقيق المشتركة رفضت زيارة مسرح الحادث في خان شيخون وقامت بالاعتماد على أقوال المجرمين الذين ارتكبوا هذا العمل اللا أخلاقي في خان شيخون وعلى شهود مشبوهين قدمهم الإرهابيون لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية ولآلية التحقيق إضافة لما قامت به الآلية بتسميته المصادر المفتوحة بشكل يفضح هزلية التحقيق الذي افتقد الحد الأدنى من المصداقية والشفافية.

وأوضح منذر أن الحكومة السورية أكدت امام مجلس الامن وامام المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية مرارا وتكرار ادانتها لأي استخدام للأسلحة الكيميائية او اي نوع من انواع اسلحة الدمار الشامل باعتباره جريمة ضد الانسانية وامرا مرفوضا وغير اخلاقي ولا يمكن تبريره تحت اي ظرف كان ولأي سبب كان وفي اي مكان كان.

وجدد منذر تأكيد الحكومة السورية أن الجيش العربي السوري لم يستخدم أي سلاح كيميائي ولم يعد يمتلكه أصلا لا بل أن الجيش العربي السوري والمدنيين السوريين كانوا هدفا لاستخدام السلاح الكيميائي والمواد الكيميائية والسامة ومنها غاز الكلور من قبل التنظيمات الارهابية وعلى رأسها تنظيما /داعش/ وجبهة النصرة الارهابيان والكيانات المرتبطة بهما في اماكن متعددة من سورية وذلك ضمن ما تقوم به هذه التنظيمات الارهابية من اعمال اجرامية وارهابية في سورية والمنطقة.

وبين منذر أن سورية وجهت إلى مجلس الأمن الدولي ولجانه المختصة أكثر من 130 رسالة تتضمن تفاصيل حول حيازة وتصنيع واستخدام المواد الكيميائية السامة من قبل المجموعات الإرهابية ولم تتلق الحكومة السورية الرد ولو بكلمة واحدة حول اي اجراء اتخذه المجلس بحق الدول التي سهلت لهذه المجموعات امتلاكها واستخدامها لهذه المواد.

واستغرب منذر إصرار حكومات بعض الدول على ان تنصب ذاتها وصيا على مصائر الشعوب وعلى حماية القوانين في الوقت الذي يعكس فيه تاريخها السياسي والاستعماري انتهاكات بالجملة لحقوق هذه الشعوب متسائلا.. كيف يمكن للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ان تدعي حرصها على تحقيق العدالة وهي التي تملك رصيدا من العدوان على الانسان والنبات والجماد يندى له الجبين في كل من فلسطين والعراق وليبيا واليمن وافغانستان وافريقيا وقبل ذلك في فيتنام وكمبوديا وكوبا ونيكاراغوا وغرينادا وغيرها الكثير من الدول.

وأشار منذر الى ان بعثة الامم المتحدة التي زارت مدينة الرقة منذ ايام لتقييم الاوضاع فيها وجدت انها مدمرة بالكامل وهذه هي احدى نتائج العدوان الذي شنته قوات ما يسمى /التحالف الدولي/ بقيادة الولايات المتحدة الامريكية على المدينة واماكن اخرى في سورية فعن اي مصداقية تتحدثون امام هذه المجلس.

وأكد منذر ان ما تسمى /المبادرة الفرنسية.. الشراكة ضد الافلات من العقاب في استخدام الاسلحة الكيميائية/ هي التفاف على اليات الشرعية الدولية ومحاولة لإيجاد الية مسيسة بامتياز الهدف منها تحقيق اجندات دول تسعى لاتهام الحكومة السورية باي ثمن وهدفها ليس منع الافلات من العقاب بل انقاذ الجناة الحقيقيين في استخدام الاسلحة الكيميائية.

وجدد منذر تأكيد الحكومة السورية على استمرارها في تنفيذ جميع تعهداتها التي التزمت بها حين انضمت الى اتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية وفي حربها على الارهاب التي لن تتوقف تحت تأثير أي ابتزاز سياسي او اعلامي او استغلال رخيص لدماء الابرياء في سورية.

وتساءل منذر في ختام كلمته مخاطبا مندوب هولندا لدى المجلس.. لماذا لم تقدم هولندا حتى تاريخه معلومات عن نوعية المواد الكيميائية والتكنولوجيات التي كانت على متن الطائرة التي سقطت عام 1992 فوق امستردام ونتج عن سقوطها وهيج برتقالي عملاق ودخان ورائحة غريبة .. لماذا لم تعلن عن نوعية المواد الكيميائية حتى تاريخه.

من جهته أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن استنتاجات آلية التحقيق المشتركة حول مزاعم استخدام السلاح الكيميائي في سورية مسيسة وتقوض سمعة التحقيق الدولي مشيرا الى أن سورية أعلنت مرارا استخدام الإرهابيين للأسلحة الكيميائية لكن هذه المعلومات تم تجاهلها بشكل متعمد.

وقال نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي اليوم”نستغرب اصرار مجلس الأمن في الاعتماد على مصادر مرتبطة بالمجموعات الإرهابية حول مزاعم استخدام السلاح الكيميائي في سورية” لافتا إلى أن المجموعات الإرهابية لديها القدرة على شن الهجمات الكيميائية.

وأشار نيبينزيا إلى أن هناك مجموعة من البلدان لاتزال تعمل على توجيه الاتهامات السخيفة للحكومة السورية بمزاعم استخدام السلاح الكيميائي دون أي أدلة أو براهين وذلك انطلاقا من دوافع سياسية.

ولفت المندوب الروسي إلى أن بلاده قدمت مقترحا لإنشاء آلية تحقيق جديدة باستخدام المواد الكيميائية موضحا أن هذا الاقتراح يخول الأمين العام للأمم المتحدة اختيار أعضاء محايدين لهذه الآلية على أساس التمثيل الجغرافي الأوسع نطاقا وتتمثل أساليب عملها بالوصول إلى موقع استخدام المواد الكيميائية وجمع العينات ومقابلة الشهود.

من جانب آخر طلب المندوب الروسي عقد لقاء لمجلس الأمن الدولي غدا الخميس بشأن قضية تسميم رجل الاستخبارات الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبوري البريطانية.

بدوره أكد المندوب الصيني لدى مجلس الأمن ضرورة أن يكون هناك تحقيق محايد بمزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية مبينا أن المقترح الروسي لإنشاء آلية تحقيق جديدة له أهمية بالغة ومن الضروري أن يتم دعمه من بقية أعضاء مجلس الأمن.

ودعا المندوب الصيني المجتمع الدولي الى تكثيف جهوده للدفع نحو عقد جولة جديدة من المحادثات السورية السورية في جنيف بأقرب وقت معربا في الوقت ذاته عن ترحيب بلاده باللقاء الثلاثي الذي جمع رؤساء روسيا وإيران وتركيا في أنقرة اليوم ودور هذا اللقاء بتعزيز عملية جنيف لحل الأزمة في سورية.

 


عدد القراءات: 4665

اخر الأخبار