هي تيودورة ابنة منبج في الشمال السوري، ولدت تيودورة في مدينة منبج في مطلع القرن السادس ولم يذكر المؤرخون الكثير عن حياتها الأولى فجل ما كُتب عنها يتحدث عن فترة كونها قصيرة، والدها قسيس سرياني أرثوذوكسي رباها تربية صالحة.

أما زواجها من القيصر جستنيان فقد تحدث عنه المؤرخون السريان بوضوح وصراحة وقالوا: مرّ جستنيان بمنبج، وهو بطريقه إلى محاربة الفُرس، فبهرته أخبار جمال تيودورة وفضائلها وذكاءها فقرر الزواج منها، وطلب يدها من والدها بذاته، فلم يوافق القسيس على هذا الزواج إلا بعد أن عاهده الملك عهداً وثيقاً بأنه لن يجبرها على تغيير مبادئها الإيمانية,وهكذا تم الزواج الملكي، فعقد لـ تيودورة التاج وأصبحت قيصرة لـبيزنطة إلى جانب زوجها القيصر جستنيان ، وذلك سنة (527)م.

كان لتيودورة فضل واضح في إعانة زوجها على الحكم، حيث كانت ساعده الأيمن، وأحيانا كانت ترشده إلى أهم الأمور في الحكم والسياسة، مما فعلته هو أنها بثت العيون في جميع أنحاء الإمبراطورية.

وتحدث المؤرخون عن العديد من المؤامرات التي حيكت ضدها، وكانت حكمتها كفيلة بإحباط كل تلك المؤامرات، وإخماد جميع الثورات داخل لعاصمة وخارجها.

يذكر المؤرخون عنها أنها كانت ذات حكمة وصلابة وشجاعة، استطاعت فرض احترامها على جميع سكان المملكة في عصرها، كانت تكاتب سفراء الدولة وترشدهم إلى السلوك القويم.