شارك
|

في يومها العالمي...كيفية الحفاظ على اللغة العربية أمام تحديات العصر

تاريخ النشر : 2023-12-18

 

تتميز اللغة العربية بسمة التطور والنمو والتجدد وتستمد ذلك من تطور الجماعات المتحدثة بها وتجدد معارفهم وحاجاتهم التاريخية، بخاصة أننا نعيش في عصر الابتكارات التكنولوجية المتسارعة وما يعرف بالثورة المعرفية الرابعة، مما يضاعف من التحديات التي تواجه اللغة العربية.

 


فيتوجب علينا ألا نكتفي بالتغني بأمجادها الماضية فحسب بل أن نسعى لتحقيق إنهاضها وذلك في بناء مجتمع معرفي عربي يجمع بين الأصالة والمعاصرة المنفتحة على عالم المعارف والعلوم والآداب الحديثة.

 

 

ولاسيما أن ارتباط اللغة العربية بمسألة الهوية يجعل منها قضية مجتمعية لا تقتصر على المتخصصين بها وحدهم، ومنه يترتب على الجميع الاهتمام بالفكر والمعرفة والحفاظ على التراث الثقافي العربي بما في ذلك الأدب والموسيقى والفن بالإضافة إلى تشجيع وسائل الإعلام باللغة العربية كالصحف والإذاعة والتلفزيون وهو ما ينعكس إيجابا على اللغة العربية.

 

 

فعندما سئل جبران خليل جبران عن أهم وسائل إحياء اللغة العربية أشار بوضوح إلى ضرورة الاهتمام بالفكر، وربط بين قوة اللغة وقوة الفكر نفسه في مجالاته المختلفة.

 


وبما أن اللغة في أصلها ممارسة وأداة تواصل، فينبغي أن تتجاوز كونها مجموعة من القواعد التي يتم استظهارها دون قدرة على تطبيقها. وهذا ما يجب أن يراعى في قاعات الدرس في مراحل التعليم المتعاقبة من خلال تيسير النحو العربي ودمجه في فروع اللغة العربية، بخاصة النصوص الأدبية، حتى تصبح اللغة إحدى ملكات الطالب منذ مراحله التعليمية الأولى.

 


إن الحفاظ على اللغة العربية والاهتمام بها يبدأ بمزيج من التعاون بين الأسرة والمدرسة حيث يتوجب على الأهالي تنمية حب اللغة العربية في قلوب أبنائهم وتنشئتهم على تقديرها وإتقانها والتكلم بها بطريقة صحيحة وحثهم على قراءة الكتب العربية الثقافية المتنوعة.

 


أما فيما يخص المدارس فاللغة العربية مادة أساسية في جميع المراحل الدراسية والقطاع التعليمي هو خير داعم لها. مع ضرورة الاهتمام بمعلمي اللغة العربية علمياً ومادياً وتربوياً. والاهتمام بتوظيف التقنيات الحديثة في تعلم اللغة العربية، والبعد عما هو سائد إلى الآن من آلية التلقين والحفظ.

 


ولا سيما أن وجود هذه اللغة مرتبط بمدى فعالية الناطقين بها، وقدرتهم على تطوير الاستعمال الوظيفي لها في الإبداع والابتكار وفي التواصل خاصة وأنها لغة القرآن الكريم الضامن لاستمراريتها ولوجودها أيضا.

 

   رزان محمد



 


عدد القراءات: 4136

اخر الأخبار