في المتحف الوطني بدمشق كتب قديمة عن السحر الأسود والشعوذة تدرج عدة لعنات وتعويذات سحرية لقهر العدو وتشتيت أمره، وإلى جانب هذه الكتب "المهلهلة" كتاب مقدس مصنوع من النحاس وكتب دينية من الفترة الصليبية، وفي مكان آخر من المتحف تمثال حجري لصقر يلفت الأنظار، حسب تقرير لصحيفة "الإندبندنت البريطانية" نشر في 6 أيلول 2016.
تبدو المجموعة كأنها قطع ثمينة مدهشة سلمت من الضياع والتلف عبر ماضي سورية وبقيت عبر تاريخها، إلا أن المجموعة في الواقع ما هي سوى نماذج مزورة جرت مصادرتها من مهربين ضبطوا على حدود البلاد أثناء محاولتهم المغادرة للمتاجرة بالقطع مع زبائن وسماسرة أجانب.
قطع مصنوعة بعناية وخبرة في دمشق وحلب أو غيرهما في سورية باتت تملأ سوقاً سوداء يؤمها زبائن ينخدعون ويصدقون بسهولة أن تحف سورية التاريخية تتعرض للسرقات يومياً وسط فوضى الحرب السورية.
وفي هذا الصدد، يقول المدير العام للآثار والمتاحف بدمشق الدكتور مأمون عبد الكريم: "بدأ الأمر كله عام 2015، كانت المناطق الأثرية عامي 2013 و2014 قد تعرضت لهجمات من الناهبين والسارقين، بيد أن هؤلاء لم يجدوا ضالتهم بالقدر المنشود، فتحولوا إلى صنع القطع المزورة".
في سوريا تقاليد حرفية موروثة، لكن بالإضافة إلى ذلك هناك العديد من علماء الآثار وجامعيها العاطلين عن العمل والمستعدين لتقديم خبراتهم ونصائحهم للمزورين، رغم أن الدكتور عبد الكريم لا يأتي على ذكر ذلك، بسبب أن نتيجة التزوير هذه تكون غالباً مقنعة جداً وتغرّ من يراها لتصديق أنها حقيقية، حسب تقرير الصحيفة البريطانية.