شارك
|

حفل تأبيني للمطران الراحل ايلاريون كبوجي في دمشق

تاريخ النشر : 2017-02-09

خاص - سارة سلامة

 

من حلب إلى فلسطين والعالم رسالة ايلاريون كبوجي الذي كرس حياته من أجل تحرير مدينة القدس، فكان مثالاً للشجاعة والعنفوان حاملاً في قلبه وطنه سورية في كل المحافل، كبوجي ابن مدينة حلب السورية وعيّن مطراناً لكنيسة الروم في القدس، لم يتوانى يوماً في مساعدة الفلسطينيين بنقل السلاح إلى داخل القدس لصالح المقاومة، ولم يتوانَ الراحل عن تسخير سلطته الدينية لمساعدة المقاومة، حتى تم اعتقاله من قبل السلطات الإسرائيلية التي حكمت عليه بالسجن 12 عاماً عام 1974. وقد ساهمت وساطة فاتيكانية في إخلاء سبيله بعد 4 سنوات من السجن، شرط نفيه من فلسطين المحتلة، كانت حياته حافلة بالنضال ومنها مشاركته في اسطول الحرية لفك الحصار عن مدينة غزة حيث كان في شامخاً وميقناً بالانتصار.


واليوم يشكل رحيله خسارة للعالم الاسلامي والمسيحي معاً وللقضية الفلسطينية لأنه كان خير ناصر للقضية الفلسطينية قولاً وفعلاً ويعتبر من الرجالات القلائل العظام الذي سيخلد اسمه في التاريخ كمدافع عن القضية الفلسطينية في وجه الاحتلال الصهيوني.


برعاية رئاسة مجلس الوزراء وبطريركية الروم الملكيين الكاثوليك وسفارة دولة فلسطين، أقيم حفل تأبين لمثلّث الرحمة المطران إيلاريون كبوجي النائب البطريركي العام للقدس في المنفى، في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، ضمن حضور سياسي وديني وثقافي وفني سوري وعربي، حيث بدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء وبالنشيد العربي السوري، وبعدها عُرض فيلم وثائقي عن حياة المطران الراحل، وتخللها عروض متعددة لفرقة لونا بقيادة حسام الدين بريمو.


وأوضحت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان أن «سيرة المطران كبوجي يجب أن تدرس كسيرة الإمام المغيب موسى الصدر العروبي المقاوم، وسيرة الشيخ الشهيد رمضان البوطي الذي قاوم الظلم والإرهاب وقضى شهيداً في مقاومته»، متسائلةً: إنه «هل يعقل أن يمضي هذا المثل المشع في حياتنا العربية من دون أن نسجل كل معلم من معالم طريقه وكل فكر وكل مبدأ وكل قيمة نبعت من هذه الشخصية الفذة، التي وجد فيها العدو خطراً كبيراً عليه ولم نعمل نحن على توثيق كل تفاصيلها وتكوينها ومسارها النضالي لتبقى نموذجاً يحتذى به ومدرسة للأجيال الشابة القادمة".


وأفادت شعبان بأن «سيرة المطران كبوجي ستكون موضوع عمل درامي بدأت بالإعداد له مؤسسة الإنتاج التلفزيوني في وزارة الإعلام في الجمهورية العربية السورية".


وقالت شعبان: إنه «رغم رحيل المطران إيلاريون كبوجي جسداً إلا أن إرثه المقاوم سيكون ملهماً لنا في نضالنا المستقبلي، إلى أن نستعيد قدسنا وجولاننا وكل أراضينا المحتلة وننقل رفات المطران المقاوم إلى التراب الذي يعشق تراب فلسطين كي تقر عينه ولا يحزن".


بدوره أكد الأب الياس زحلاوي في كلمة استهلها بهول ووجع الغربة التي كان يعانيها المطران الراحل كبوجي، والتي كانت له في حياته خشبة الصليب التي حملها بحب كبير رغم ثقلها، كي يكمل رسالته التي خُلق لأجلها، متحدثاً ما كان لأحد أن يدرك هول الغربة، التي كان المطران إيلاريون كبوجي يواجهها طوال حياته كلها، ولا سيما منذ أن أصبح مطراناً على مدينة المدائن، القدس، لو لم يُصلَّ على جثمانه في كنيسة المقر البطريركي في لبنان، إذ كانت شبه خالية. هل منكم من شاهد صورة هذا المأتم، ولم يُصدَم، ولم يتساءل: أين الناس؟ أين المسؤولون؟ أين رجال الكنيسة؟ أين الراهبات؟ أين أبناء فلسطين؟ أين المعجبون؟ أين الفضوليون؟ أين القيم؟ الكل هوى! أجل الكل هوى، إلا ذاك المسجّى في نعشه، والمنتصب لأمدٍ بعيدٍ بعيد، سؤالاً مقلقاً، وجواباً ساحقاً في آن واحد. وإني لأرى أنه لم يبلغ يوماً من الكِبَر، ما بلغه وهو في حضرة الله، في هذه الكنيسة شبه الخالية.

 


عدد القراءات: 8208

اخر الأخبار