استطاع النحات السوري علاء علي محمد تحويل جرف صخري إلى أضخم عمل بانورامي نحتي عربي في قرية برمانة المشايخ بمحافظة طرطوس على الساحل السوري، حيث يبلغ طول العمل كاملا 30 متراً وارتفاعه يتراوح بين 4- 7 أمتار.
وأوضح النحات علي محمد أن "عدنان صفي الدين الخطيب" طلب منه إقامة عمل نحتي لجده المجاهد خليل أحمد الخطيب المعروف بـ"القاضي العادل والمحب" ليبدأ العمل عام 2007، حيث استعان بمجموعة من النحاتين الخريجين، مضيفاً "بعد وضع الأفكار والتصميم للجرف الصخري بدأنا بنحت شخصيات البانوراما ووضعنا صورة المجاهد خليل الخطيب في المنتصف، والذي كان قاضياً لثورة الشيخ صالح العلي زمن الاحتلال الفرنسي ولم يكن يحتكم إليه متخاصمان إلا ويكون الصلح سيد الأحكام بينهما حتى ولو كان ذلك على حسابه الخاص.. مما جعله صاحب الكلمة الشرعية في ثورة الشيخ صالح العلي، وكان معروفاً بكرمه على مستوى المحافظة وسلسلة جبال الساحل السوري".
وتابع يقول "على يمين ويسار صورة الشيخ الخطيب نفذنا صوراً لشخصيات عاصرته فهناك مثلاً صورة لامرأة تمثل الأرض والخصوبة والجمال والوطن فيما هناك فارس يمسك بجواده ومندفعاً نحو الأفق إلى جانب رموز لها علاقة بتاريخ المنطقة ضمن وحدة متكاملة واستغرق ذلك نحو 5 أشهر استخدمنا فيها التقانات والأدوات النحتية".
وأشار النحات علي محمد إلى أنه قدم خلال لقائه السيد الرئيس بشار الأسد عام 2015 فكرة إقامة ملتقى النحت الدائم في طرطوس تحت عنوان "أم الشهداء"،ووقع الاختيار على بلدة النقيب والتي تبعد عن طرطوس 10 كم وتطل على البحر المتوسط وشارك في العمل 25 نحاتاً على الرخام و5 نحاتين على الخشب ويعبر هذا الملتقى عن انتماء الفنانين المشاركين للوطن وتمسكهم بهويتهم الوطنية وتأكيد معرفتهم بحقيقة الحرب المعلنة على سورية ويمثل محطة لأفضل وأجمل الأعمال.
وعن قصة غصن شجرة الدلبة الذي سقط في ساحة بلدة مشتى الحلو بريف طرطوس أوضح النحات علي محمد أن هناك شجرة دلبة مشهورة في البلدة سقط أحد أغصانها الكبيرة في ساحة البلدة فقام بإنجاز 35 منحوتة من هذا الغصن، مضيفاً "أحببت أن أوصل فكرة إلى الأهالي أننا يمكن أن نصنع من الأخشاب شيئاً جميلاً بدلاً من النظر إليها كحطب"، وبعد ذلك انطلقت في البلدة فعاليات ملتقى "دلبة مشتى الحلو" تحت عنوان "سورية أرض الروح" وذلك في عام 2013 ليقام بعد ذلك بشكل سنوي في ذكرى إنشاء العمل النحتي للغصن.
وعن "الملتقى الثقافي العائلي" يقول النحات السوري أنه اطلقه مع المحامي وائل صباغ بعد لقائهما بالسيدة الأولى أسماء الأسد، فكرة الملتقى في مشتى الحلو والذي استمر 6 سنوات ويضم جميع شرائح المجتمع المحلي شارك فيه 12 رساماً من الصف الأول و15 نحاتاً من أشهر النحاتين السوريين وتم خلاله تنفيذ العشرات من الأعمال النحتية.
يذكر أن النحات السوري علاء علي محمد أنجز خلال السنوات الماضية عدداً من النصب التذكارية للشهداء في بلدة برمانة المشايخ ووادي العيون ومدينة طرطوس إلى جانب العديد من المعارض والمشاريع الأعمال النحتية.