عادةً ما تشتمل شحنات البضائع غير المأهولة إلى محطة الفضاء الدولية على الإمدادات الحيوية والتجارب العلمية والأشياء الجيدة مثل كريمة البندق والآيس كريم لرواد الفضاء على متنها. لكن مهمة إعادة الإمداد الأخيرة تضمنت نوعا مختلفا من الحمولة: روبوت جراحي مصغر تم إعداده لإجراء عمليات جراحية محاكاة.

تم إطلاق المساعد الآلي المصغر في الجسم الحي (MIRA) إلى المدار في 30 كانون الثاني كما أعلن مخترعوه مؤخرا ووصل إلى المحطة الفضائية في 1 شباط. الجهاز موجود في خزانة بحجم الميكروويف وهو من بنات أفكار شين فاريتور.

أنتجت شركة Virtual Incision وهي شركة ناشئة شاركت في تأسيسها شركة Farritor نسخة جاهزة للفضاء من الروبوت الخاص بها في نبراسكا قبل نقلها إلى مركز مارشال لرحلات الفضاء في هانتسفيل ألاباما لإجراء اختبارات مكثفة من قبل مهندسي ناسا.

يحتوي الجهازالذي يزن رطلين فقط على ذراعين آليين يسمحان له بإمساك الأنسجة وقطعها. وقد تم تصميمه المجهز بكاميرا وتقنية التحكم عن بعد للسماح للجراحين بإجراء العمليات عن بعد في محاولة لجعل الجراحة أكثر سهولة في المناطق التي يصعب الوصول إليها مثل ساحات القتال.

وسيتم إجراء التجارب المخطط لها من قبل جراح مقيم في لينكولن والذي سيوجه الجهاز عن بعد لإجراء محاكاة تشريح ومعالجة الأشياء الصغيرة. وخلال التجارب سيستخدم الروبوت ذراعه اليسرى للإمساك وذراعه اليمنى للقطع تماما مثل الجراح البشري في غرفة العمليات بالمستشفى وفقا لجامعة نبراسكا في لينكولن. وقال متحدث باسم Virtual Incision إن التجارب الجراحية ستجرى في الأسبوع الثاني من شهر شباط.

يقول بيان صحفي لـ Virtual Incision إن تكرار الروبوت الجاهز للفضاء والذي يتم تطويره أيضا للاستخدام على الأرض يمكنه أداء كل من المهام المبرمجة مسبقا والعمليات الجراحية عن بعد. وسيختبر التمرين تأثير بيئة انعدام الجاذبية على محاكاة المهام الجراحية.

وعلى الرغم من أن نتائج الجراحة المحاكاة لن يتم نشرها إلا بعد أشهر من عودة الروبوت إلى الأرض إلا أن الباحثين يقولون إن التجربة ستعزز إمكانية إجراء العمليات الجراحية عن بعد في الفضاء وعلى السطح. وتتوقع رابطة كليات الطب الأمريكية نقصا يصل إلى 30200 متخصص في الجراحة بحلول عام 2034 في الولايات المتحدة.

المصدر واشنطن بوست

ترجمة: راما قادوس