يعتبر أعلى قمة لجبل قاسيون ، ويطل على مدينة دمشق العاصمة، وتقع في الجبل مغارة الدم أو مغارة الأربعين، حيث تقول الرواية إن أول جريمة في التاريخ وقعت فيه، تسمى مغارة الأربعين بهذا الاسم لأنها تحوي أربعين محراباً تقع فوقها ، وفي زاوية هذه المغارة فتحة تمثل فماً كبيراً يظهر اللسان الأضراس والأسنان وسقف الفم وأمامها على الأرض صخرة عليها خط أحمر يمثل لون الدم لذا تسمى مغارة الدم، وقد بني في الجبل جامع الأربعين.
"مقام الأربعين" أو مغارة الأربعين، لأن سيدنا "يحيى بن زكريا" أقام هو وأمه فيها أربعين عاماً، وأن الحواريين الذين أتوها مع "عيسى عليه السلام" كان عددهم أربعين، وقد أنشئ ضمن المسجد المحدث أربعين محراباً نسبة إلى تلك الروايات. النتيجة أن المكان له صبغة دينية معروفة وهي من الأماكن المقدسة في جبل "قاسيون".
يقال أيضاً في مقام الأربعين أنه في الجهة الشرقية من ذروة الجبل، يضم رفات أربعين من الصالحين وتقول الحكاية أصابهم الجوع وكان لديهم رغيف واحد أخذ كل منهم يؤثر به صاحبه، حتى دار الرغيف على جميع ساكني المغارة من دون أن يأكله أحد منهم حتى ماتوا جميعاً جوعاً وبقي الرغيف، أما مغارة الدم فيقال بأن "قابيل" قتل أخاه "هابيل" في هذا المكان، وماتزال آثار الدماء بادية على شكل عروق من التراب الأحمر في الصخر وقد شيد لاحقاً مسجد ومقام بحفظ المغارتين.