شارك
|

المشرفة.. أسرار البشرية في قطرة تاريخ

تاريخ النشر : 2015-08-24

لا تزال المشرفة اليوم موقعاً جذاباً يحيط به خندق مربع مكتمل الأضلاع تقريباً وتحصينات بارزة. ومازالت التحصينات الترابية تنتصب على ارتفاعات تتفاوت بين 15-20 متراً مسوِّرة مساحة تبلغ 110 هكتارات، في حين توجد أربع بوابات تقتطع مساحتها من تلك الأسوار على الجهات الأربع. يطل اكروبول قَطْنا على جزئها الغربي الأوسط ، وكان يحيط بذاك الاكروبول مدينة منخفضة واسعة تبلغ مساحتها 70 هكتاراً تقريباً. وتنتصب عند زاويتها الجنوبية الشرقية رابية نصفها طبيعي التشكل ونصفها صنعيّ تعرف باسم ”قبة لوط“ وهي تشرف على المدينة المنخفضة.


تعود مستويات السكن الأولى المبرهن عليها حتى اليوم في المشرفة للألف الثالث قبل الميلاد (العصر البرونزي القديم الثالث والرابع، 2600-2000 ق.م) وما زال اسم هذا التجمع السكني غير معروف.

 


خلال عصر البرونزي الوسيط (2000-1500 ق.م) كان الموقع إحدى الممالك والمراكز التجارية الرئيسية في سورية إلى جانب مملكتي حلب وماري. وقد قامت مدينة قَطْنا على تقاطع الطرق التجارية الرئيسية. و أقامت المملكة الآشورية القديمة، مع ملكها شمشي- حُدد الأول، علاقات دبلوماسية وتجارية وثيقة مع ملك قَطْنا أشخي حدد في بداية القرن الثامن عشر قبل الميلاد.


خلال عصر البرونزي الحديث (1600/1550-1200 ق.م) كانت قَطْنا عبارة عن مملكة محلية على مناطق حدودية يتنافس عليها النفوذ العسكري والسياسي المصري والميتاني والحثي. وتعد هذه الفترة من تاريخ المدينة أفضل فترة معروفة من الناحية الأثرية حتى اليوم.


تم بناء منطقة كبيرة لصناعة الخزف على قمة الرابية المتوسطة من اكروبول المدينة. وعند قاعدة تلك الرابية يوجد القصر الملكي وهو ثاني أضخم قصر في سورية بعد قصر مدينة ماري، وإلى الشمال من المدينة أظهرت عمليات التنقيب الأثري قصراً آخر هو ”قصر المدينة المنخفضة“.


تم هجر الموقع بعد عصر الحديد الثاني وبقي خالياً من السكان حتى أواسط القرن التاسع عشر حيث بُنيت قرية حديثة ضمن الأسوار الضخمة للمدينة القديمة.


عدد القراءات: 14204