شارك
|

عجائب التحصينات العربية "قلعة نمرود الصُبَيْبَة" في ‫‏الجولان‬ المحتل

تاريخ النشر : 2016-02-03

تقع "قلعة نمرود " على سلسلة جبلية صغيرة ، ترتفع 800 م ، تعرف باسم "قلعة الصُبَيْبَة" تبلغ مساحتها 33 دونماً ضمن مساحة كلية لحديقة "قلعة نمرود" التي تصل الى حوالي 195دونم يتلاءم شكل القلعة مع وضع الجبل الواقعة علية ، فهي قليلة العرض وطويلة ، يبلغ طولها من الشرق إلى الغرب 450م يصل أقصى عرض لها 60م ، إضافة إلى تلك التحصينات الطبيعية ، حصنت القلعة بأسوار منيعة أقيمت فوق تلك المنحدرات ، تعلوها حصون وأبراج مراقبة ، وأقيمت داخل تلك الأسوار قلعة داخلية في الجهة الشرقية سكنها الحكام ، وقلعة أخرى من الجهة السفلى الغربية.

 

تطل القلعة من جهاتها الأربع على مناظر طبيعية خلابة، حيث ينتصب جبل الشيخ في جهتها الشرقية الشمالية وتطل على وادي سحيق ورائع الجمال من جهتها الشمالية يشكل مانعاً طبيعياً للقلعة، فيما تنبسط جبال الجليل وسهل الحولة وحديقة بانياس من الجهة الغربية، وتطل القلعة مباشرة على حديقة بانياس الواقعة تحت الحصن بكل أبهتها وآثارها وأشجارها ومياهها العذبة التي تتدفق من الحديقة عبر وادي بانياس إلى نهر الاردن.


بناها العرب المسلمون في القرن السابع الهجري، لإحكام السيطرة على الأقاليم المحيطة بها من الجولان وبلاد صفد ووادي التيم وبلاد بشارة.


وأكد الكثير من المؤرخون أن هذه القلعة لم تسقط مطلقاً نتيجة حصار أو غزو، بل كانت دائماً تسلَّم بناء على اتفاق بين القوات المحاصِرة والقوات المحاصَرة، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على دقة اختيار موقعها على صهوة جبل شاهق المنحدرات ربما أخذت اسمها منه، ومتانة تحصيناتها التي تعتبر آية في عبقرية فنون العمارة الإسلامية العسكرية التي تعرضت للكثير من التجاهل، مقابل الإطناب في مديح التحصينات الصليبية، وتخصيص المجلدات لدراسة خصائصها ومزاياها وعبقرية بُناتها.


وسميت" بقلعة الصُّبيبة" تصغير للصُّبَّة وهي جماعة من الخيل، وهذا المعنى ليس بمستغرب فالعرب تطلق على القلاع والحصون في بعض الأحايين أسماء الخيل، مثل حصن الحَبيس الذي يقع الآن في جبال عجلون، والحبيس في اللغة هو الحصان الذي يوقفه أو يكرسه صاحبه للقتال في سبيل الله. أما الصَّبيبة بفتح الصاد فمنحوتة من الصبيب أي الانحدار الشديد. وقد بنيت الصبيبة على صهوة جبل وديانه شديدة الإنحدار كأنها جدران لاستوائها وعمق غورها.


بقيت القلعة غير معروفة لدى السوريين وللأسف, أما اليوم فقد أصبحت موقع أثري عالمي ومشهور تحت إشراف مديرية الآثار الإسرائيلية يزورها الآلاف من السياح الأجانب.


عدد القراءات: 11785

اخر الأخبار