شارك
|

سور دمشق

تاريخ النشر : 2017-03-14

سور دمشق يقصد به السور الأثري المحيط بمدينة دمشق القديمة ، حيث يعد من أهم المعالم الأثرية في المدينة العريقة ويضم بين جنابته الكثير من الأوابد التاريخية منها قلعة دمشق وأبواب دمشق السبعة وبرجي نور الدين والصالح أيوب وعبق التاريخ هنا وهناك في مدينة هي الأقدم في العالم.

 

شُيّد السور في العصر الآرامي. وجُدّد في العهد اليوناني ثم الروماني خلال القرن 2م في عهد الإمبراطور الروماني سبتيموس سيفيروس والإمبراطور كاراكلا، وكلاهما عربي الأصل. السور الآرامي أحاط بالمدينة المستطيلة وأبعاده حوالي . أحاط بمساحة 105 هكتار تقريباً، وأضلاعه الثلاثة كانت تتوازى مع الشوارع المستقيمة المتعامدة، أما الرابع فكان يتماشى مع نهر بردى من الجهة الشمالية. وكان في السور سبعة أبواب خلال الحكم الآرامي واليوناني والروماني. ثلاثة منها كانت في الجهة الشمالية عند نهر بردى. واثنان في الجهة الجنوبية، وآخران كبيران في الجهة الشرقية والغربية.

 

يختلف السور الروماني عن السور الحالي الذي رمم عدة مرات على مر العصور وتم توسيعه ليكون متفقا مع اتساع المدينة وامتدادها وجعلوه يحاذي مجرى نهر بردى الأصلي بدلا من نهر عقربا الذي لم يعد يحاذيه إلا بعد باب السلام .

 

كثر سكان دمشق في العهد الأموي فتوسعت المدينة وتجاوزت السور. بُني عدد كبير من القصور والبيوت خارج السور منها: قصر عاتكة بنت يزيد بن معاوية، وقصر الحجاج بن عبد الملك بن مروان. وكلاهما كانا خارج باب الجابية.

 

وفي عهد العباسيين، حينما دخل عبد الله بن علي العباسي دمشق عام 132هـ/749م، خرّب ما بناه الأمويون ، انتقاماً منهم ولمحو ذكراهم. فشمل ذلك قسماً كبيراً من السور.

 

واستمر إهمال السور خلال العهود اللاحقة الإخشيدية والفاطمية والسلجوقية، إضافة إلى استمرار اتساع المدينة وتجاوزاتها. ونشأت أحياء جديدة فيها مثل حي الشاغور في الجنوب. وحي العقيبة في الشمال.

 

في عهد الدولة النورية (549هـ/1154م)، بدأ نور الدين زنكي بتجديد قلعة دمشق وأسوارها. فبنى سوراً بيضوي الشكل تقريباً في عام 618هـ/1211م. كلّفه 200 ألف دينار، وحصّنه بأبراج نصف دائرة، وجعل فيه أبواباً جديدة. ثم أُنشئت في المدينة أحياء جديدة هي النصر والبرامكة والصالحية والأكراد.

 

تم بناء السور على مراحل خلال أجيال متعاقبة. أساس السور كله من الحجارة الضخمة، ارتفاعها يتراوح بين 80 و95سم وهي بقايا السور الروماني القديم. المداميك التي تليها ارتفاعها بين 50 و60سم وهي من عهد نور الدين وأتباعه. ثم المداميك الأصغر بين 20 و30سم وهي ترميمات المماليك. ثم اللبن والحجر غير المنحوت من عهد العثمانيين.

 

ويتطابق السوران أيضاً في الجهة الشرقية بين باب الفرج وباب السلام حتى شارع الخراب الجديد، جنوب حارة اليهود. ويحيط بالسور خندق، استمر وجوده حتى القرن 17م، وكان عمقه عند القلعة 100 ذراع. وكان يملأ بالماء عند اللزوم.

 

صار عدد أبواب دمشق في العهد الإسلامي تسعة. جميع الأبواب ما تزال قائمة حتى الآن عدا باب النصر الذي أُزيل عند إنشاء سوق الحميدية عام 1836م.

 

باب شرقي هو الباب الروماني الوحيد الذي بقي من عهدهم. وكان أمام كل باب جسر وباشورة، وهي سوق صغيرة جعل لها باب ضخم عليه قبة وكتابة تؤرخ اسم بانيها وعام البناء.

 

تهدّمت باشورة الباب الصغير أيام العثمانيين. وبقي من باشورة باب الجابية عضادة بابها الضخمة.

 

بعد نور الدين في النصف الأول من القرن 13م طرأ تغيير على السور بين باب الفرج وباب الفراديس إذ أنه أُبعد نحو ضفة بردى وبقي الجدار الذي أُقيم على الأساس الروماني الأصلي، فصارت الأبواب مضاعفة. وسُمي المكان بين المناخلية والعمارة الجوانية بزقاق ما بين السورين لأنه يقع بين السور الآرامي والسور الروماني. وفي عهد المماليك رُمّم السور. ولكنه أُهمل في عهد العثمانيين وتهدمت بعض الأبواب، وظهرت أحياء جديدة خارج السور، وبُنيت مساكن فوقه. وأخذت حجارة منه ومن القلعة للبناء ورُدمت أقسام كثيرة من الخندق.

 

حالياً يبلغ محيطه 4500م تقريباً. وارتفاعه بين 6 و10م وسماكته متفاوتة فهو حوالي 270سم عند باب كيسان.

 

أبراج السور:

 

كانت هناك أبراج على السور، وعلى جوانب الأبواب، وفي أماكن متفرقة حسب الضرورة الدفاعية، وكانت تُسمى بأسماء الأعلام. والأبراج التي بين منطقة باب شرقي وحارة اليهود وبعد الباب الصغير إلى باب الجابية، كلها من القرون الوسطى من عهود النوريين والأيوبيين والمماليك.

 

وأهم الأبراج اثنان برج نور الدين وبرج الملك الصالح أيوب.


عدد القراءات: 11307