شارك
|

رائحة "الغريبة" تفوح من زوايا الجزماتية

تاريخ النشر : 2015-07-11

"الغريبة" حلوى دمشقية تصنع في الشام منذ عشرات السنين، وهي المفضلة لدى كبار السن لأنها "تذوب في الفم" كما يقولون، ولأنها "نظيفة خفيفة"، حيث تصنع من مواد بسيطة ويمكن شراؤها من قبل الجميع.

 

السيد أبو زهير صاحب محلات داوود إخوان في الجزماتية حدثنا فقال: "شراء "الغريبة" عادة قديمة عريقة توارثها الناس عن أجدادهم، ويعود تاريخ "الغريبة" إلى زمن الاحتلال العثماني، وكان يطلق عليها اسم "كعك غريبة"، حيث كان قرص الغريبة كبيراً جداً ويشبه الكعكة المدورة، وتغيرت في العصر الحالي لتصبح أقراصاً صغيرة تؤكل بلقمة واحدة".

 

وأضاف: "تعدّ "الغريبة" بمذاقها اللذيذ من أفضل الحلويات التي يفضلها كبار السن، وهناك مثل شعبي يقول: "طرية مثل الغريبة"، ولكن الغريبة المميزة بأفضل طعم تباع في "دمشق" لأن الدمشقيين هم الأوائل في صنعها، ومازالوا يورثون سر صنعتهم لأبنائهم وأحفادهم الذين حافظوا على صناعة الحلويات الشرقية بشكل عام".

 

و يضيف أبو زهير : "يعد شهر رمضان والعيد موسم حلوى "الغريبة"، فقد جرت العادة بين الدمشقيين أن يتهادوا علب حلوى "الغريبة" فيما بينهم تعبيراً عن فرحهم باستقبال شهر رمضان، وهي عادة دمشقية قديمة يتوارثها الأحفاد عن الأجداد".

 

وعن طريقة تحضيرها يتابع: "المواد الأولية عبارة عن طحين وسكر وسمنة حيوانية أو نباتية، ويتم عجنها مع بعضها بعضاً ليوضع العجين في البراد لكي يجمد قليلاً، ومن ثم تقطع بشكل دائري ويدوي من قبل العامل، وتوضع في الفرن لتخبز وتخرج على شكل أقراص دائرية، حيث يقوم العامل بتدوير قطع العجين بفتلها بطريقة حِرفيّة متميزة على بعضها لتعطي الشكل الدائري والفتحة المميزة لها، فخصوصية مذاق الغريبة تكمن في أنها تذوب في الفم بسبب طراوتها وهشاشتها، وليس في تكسر القرص لقطع صغيرة قاسية نوعاً ما".

 

وحول ما يمكن إضافته لقرص الغريبة من مواد غير الأولية، يقول : "بعد خروج أقراص الغريبة من الفرن يقوم العامل بوضع حبة فستق حلبي كاملة على كل قرص لتزيينه وزيادة مذاقه اللذيذ".

 

وختم بالقول: "تصدرت الغريبة ميزان المبيعات لأن السوريين يفضلونها عن غيرها من الحلويات الرمضانية، ولا يدخل "القطر" في مكوناتها، فهي بذلك تقدم لكل أفراد العائلة كباراً وصغار، لأنها كما يقال نظيفة خفيفة".


عدد القراءات: 12346