شارك
|

زراعة التبغ مهنة تتوارثتها الاجيال و مصدر دخل لكثير من الأسر

تاريخ النشر : 2020-06-14

 

ما بين موسم زراعة التبغ وقطف المحصول وتجفيفه وبيعه رحلة طويلة وشاقة يتشارك تفاصيلها جميع أفراد العائلة من الكبار والصغار بهمة ونشاط .

 

 زراعة التبغ عملية جماعية تبدأ من زراعة المساكب في بداية كانون الثاني والعناية بالشتول وسقايتها وحمايتها من العوامل الجوية والأمراض ثم نقلها إلى الأرض المخصصة لزراعتها في آذار بعد تسويتها وتجهيزها وحراثتها عدة مرات وآخرها تلك التي تسبق مرحلة الشتل يتم خلال هذه الحراثة تسميد الأرض.

حيث ينطلق الجميع منذ الصباح الباكر إلى الحقل وبحوزتهم شتول التبغ حيث يتولى الأطفال رمي الشتول لمن يغرسها وتحرص النساء على سقايتها بعد وضع التراب عليها.

وبعد مرور 25 يوماً يبدأ قطاف أوراق التبغ الناضجة التي تميل إلى الاصفرار وتتم العملية عبر أربع مراحل الأولى تعرف بالتكعيبة ويتم إزالة الأوراق السفلية الصفراء لتقوية الشتول وتعزيز عملية النمو وتحسين نوعية الورقة والثانية الأمية وهي قص الأوراق التي في منتصف النبتة والمرحلة الثالثة الحسة فهي قطاف الأوراق الأصغر حجما تحت الرقبة أما المرحلة الرابعة والأخيرة فهي الرقبة وهي قطاف الأوراق الصغيرة في رأس الشتلة.

أما مرحلة التخييط أو ما يسمى الشك هذه المرحلة لها طقوسها حيث تجتمع نساء العائلة وأطفالها ويتساعد الجميع لإنجاز هذا العمل المجهد وسط أجواء من المرح والتسلية والغناء وتبادل الأحاديث حول ذكريات الأجداد والعادات والتقاليد الاجتماعية بينما تنشغل الأم سيدة المنزل بتحضير طعام الغداء أو الشاي والقهوة فيمضي الوقت دون أن يشعر أحد بثقله ،وعملية الشك تتم بواسطة إبرة معدنية "مسلة" وخيط من القنب يبلغ طوله نحو متر واحد مع ترتيب الأوراق الصغيرة مع بعضها وتوزيع الأوراق الكبيرة على خيوط منفصلة وتستمر هذه العملية التي ترافق القطاف نحو ثلاثة أشهر.

                               

ثم تبدأ مرحلة التصفير من خلال تعليق الأوراق المشكوكة فوق الأشجار أو على قضبان خشبية في أماكن مظللة حتى يتحول لون الأوراق من الأخضر إلى الأصفر تليها مرحلة التجفيف حيث تعلق الأوراق على مناشر خشبية في الهواء الطلق تحت أشعة الشمس ليصبح لونها بنيا فاتحا. ثم يتم رزم الأوراق ببالات مصنوعة من الخيش ضمن قوالب خشبية وخاصة لحين نقلها إلى مراكز استلام التبغ.

                             

و يشتهر ريف اللاذقية بزراعة التبغ وهي من الزراعات الرئيسية من حيث المردود الاقتصادي وتوفير فرص العمل كما أنها مصدر دخل للكثير من الأسر الريفية.لأنها تدر ربحاً وفيراً  يساعد على تحمل تكاليف الحياة المعيشية وتلبية احتياجات الأبناء والأحفاد.

 
 

 


عدد القراءات: 11699

اخر الأخبار