شارك
|

سوريون يفكرون بمغادرة ألمانيا.. و السبب ؟

تاريخ النشر : 2016-10-11

تعرض أحدهم للرشق بعبوة بيرة في قطار، وأفاق آخر ليلاً ليجد ثلاثة رجال يهددونه بعصى خشبية، بينما تعرضت امرأة في الشارع لنزع حجابها على يد رجل. بعد سنة من وصولهم، يفكر بعض اللاجئين بمغادرة ألمانيا بسبب مشاعر العداء والكراهية التي تواجههم.

 

يحدثنا  فارس قصاص الذي حصل على اللجوء في ألمانيا أنه يفكر الآن بالانضمام الى أهله في تركيا "الوضع مخيف هنا رشقني الرجل بالعبوة بينما كان باب القطار يغلق لم أستطع فعل شيء".


أما محمد الخضري "أتعرض للكثير من الضغوط ما سبب لي مشكلة في المعدة". ومنذ أن رأى سيارة تتوقف بالقرب منه ونزل منها رجال مستعدون للعراك، لم يعد محمد الذي يعمل مساعد طبيب أسنان يجرؤ على الخروج بعد السادسة مساء.


ويتواجد فارس ومحمد في مقاطعة ساكس في شرق ألمانيا حيث تصاعدت نسبة أعمال العنف العدائية التي يرتكبها اليمين المتطرف ثلاث مرات السنة الماضية، لترتفع إلى 784 حادثاً مقابل 235 في 2014.


ولدى زيارة المستشارة أنغيلا ميركل المنطقة خلال العيد الوطني في الثالث من تشرين الأول، استقبلت بالتنديد والسباب بسبب سياسة الانفتاح التي انتهجتها إزاء المهاجرين، وباتت حكومتها قلقة من تنامي العنصرية التي باتت تستحوذ على المجتمع وتهدد السلم الاجتماعي في شرق ألمانيا.


ويقول الخضري الذي يسعى جاهداً للانتقال إلى غرب ألمانيا "لا تصلح مناطق الشرق لعيش اللاجئين يصعب هنا العثور على مسكن ولا يوجد عمل ولا تواصل مع السكان".


"دعونا وشأننا"


ويقول رجل في الخمسين من عمره لدى سؤاله عن موقفه من اللاجئين في ساكس، "عليهم أن يرحلوا".

ويقول إنريكو شفارتز الذي يدير جمعية لمساعدة اللاجئين "لطالما عانينا من العنصرية والتطرف اليميني الكامنين في المجتمع الألماني، ولكنهما باتا ظاهرين اليوم".


وانقسم المجتمع الألماني بعد وصول نحو 890 ألف لاجئ ومهاجر إلى البلاد السنة الماضية، وازدادت المخاوف إزاء هؤلاء القادمين الجدد في مقاطعات الشرق التي تعاني من البطالة ويغادرها شبابها.


وتقول الكاهنة إردموت غوستكي من قرية هيدينو في ساكس التي شهدت تظاهرات عنيفة ضد الهجرة في 2015، إن وصول اللاجئين أحدث تغييراً في حياة السكان.


وتضيف "ما يريدون قوله هو دعونا وشأننا، نحن بالكاد قادرون على تدبر أمرنا منذ توحيد ألمانيا، وها نحن نواجه الآن تحديات جديدة‘"، مشيرة إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار أن "البعض لم يتعلموا بعد كيف تعمل الديموقراطية حقاً، في مناطق الشرق التي كانت تشكل ألمانيا الشرقية سابقاً وكانت تدور في فلك الاتحاد السوفييتي.


ويلقي الناشط في مساعدة المهاجرين مارك لالوند اللوم كذلك على الإنترنت بقوله "قبل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، ربما كان الناس عنصريين لكنهم كانوا يحتفظون بذلك لأنفسهم اليوم يكفي أن يكون لديهم جهاز كمبيوتر وأن يذهبوا إلى فيسبوك ليعرفوا أنهم ليسوا وحدهم".


ويتوجه لالوند كل أسبوع إلى قرية كلوسنيتز الصغيرة التي لم يكن أحد ليسمع بها لولا مهاجمة حشد غاضب فيها في شباط حافلة تقل لاجئين.


ويعبر مارك لالوند عن الأسف لأن تطغى أعمال العنف على الجهود المبذولة لمساعدة اللاجئين على الاندماج. ويضيف "عندما أسمع عن هجوم جديد، يشكل ذلك حافزاً لي لأنه يعني أن أمامنا المزيد من العمل لا يمكن أن نستكين".


عدد القراءات: 8565

اخر الأخبار