بمناسبة عيد الجلاء انطلقت في المركز الثقافي العربي بالسويداء أمس فعاليات مهرجان سلطان باشا الأطرش الإبداعي الأول الذي تنظمه مديرية ثقافة السويداء تقديراً لنضالاته وقيمه الوطنية وتخليداً لذكراه ويتضمن معرضاً للصور الوثائقية وآخر للتصوير والنحت وأمسيات شعرية وعروضاً فنية.
وبين معاون وزير الثقافة توفيق الإمام في كلمة له خلال افتتاح المهرجان أن المهرجان فرصة لتعزيز قيم المحبة والعطاء والتضحية في سبيل الوطن التي ناضل من أجلها أبطال الثورة السورية الكبرى ونقلوها للأجيال القادمة وللتأكيد أن "الوحدة الوطنية التي جمعت بين أجدادنا ما تزال باقية في نفوس أبناء الشعب السوري لمواجهة المؤامرة التي تستهدفه".
بدوره رأى مدير ثقافة السويداء منصور حرب هنيدي أن "المهرجان يؤكد عمق الانتماء للقيم النضالية والوطنية والإنسانية التي آمن بها صانعو الجلاء" لافتاً إلى أن الشعب السوري الذي أنجب الأبطال سلطان الأطرش وصالح العلي وإبراهيم هنانو ويوسف العظمة وأحمد مريود وحسن الخراط هو نفسه الذي أنجب الأدباء والفنانين والمبدعين الذين "تفصح إبداعاتهم عن العبقرية السورية الخلاقة".
وأشار المهندس ثائر الأطرش حفيد المجاهد سلطان باشا الأطرش إلى أن انطلاق فعاليات المهرجان بالتزامن مع ذكرى الجلاء فرصة للتذكير بما قدمه الأجداد من تضحيات في سبيل إنجاز الاستقلال وجلاء المستعمر عن أرض الوطن.
ودعا الأطرش إلى تسمية جائزة للمهرجان باسم "سلطان الأطرش" وتنفيذ محاضرات عن الثورة السورية الكبرى ومعاركها وقيمها وإقامة ملتقى للنحت في بلدة القريا وأماكن معارك الثورة وإحداث مسابقة أدبية تختص بمآثر الثورة السورية الكبرى ومسابقة للأفلام الوثائقية عن أبطالها مشيرا إلى أن تكريم الابطال السوريين تكريم لتاريخ الوطن ودعوة للحفاظ على إرثنا الحضاري والنضالي الذي يريد أعداء الوطن تدميره وإلغاء وجودنا.
بدوره رأى أمين فرع السويداء لحزب البعث العربي الاشتراكي شبلي جنود أن الشعوب التي تكرم أبطالها شعوب حية أصيلة وأنه من سلطان باشا الأطرش ورفاقه نستمد اليوم روح المقاومة والصمود والتصدي للهجمة الإرهابية التي تستهدف وطننا.
وتضمنت فعاليات اليوم الأول من المهرجان عرض الفيلم الوثائقي "الباشا" الذي تناول تاريخ حياة المناضل سلطان باشا الأطرش منذ ولادته وحتى وفاته ودوره الوطني في مقارعة المحتل.
وأعقب عرض الفيلم افتتاح معرض للصور الوثائقية التراثية والتاريخية للفنان تيسير العباس ضم170 لوحة مصورة بالأبيض والأسود تناولت توثيقا لذاكرة جبل العرب وشخصياته المعروفة وأهم مواقعه التاريخية والأثرية والمعارك التي خاضها المجاهدون السوريون خلال الثورة السورية الكبرى مع صورهم.
كما شهد المهرجان معرضاً ثانياً للتصوير والنحت ضم 38 لوحة مرسومة بالألوان الزيتية والإكرليك للفنانين التشكيليين جمال العباس وعادل أبو الفضل وعبد الله أبو عسلي وعصام الشاطر ومحمد القضماني ومنصور الحناوي ونبيه بلان و 12 منحوتة بازلتية للنحاتين فؤاد أبو عساف ونشأت الحلبي جسدت جملة من الموضوعات المتعلقة بالثورة السورية الكبرى ومجاهديها والتراث والفلكلور الشعبي الخاص بالسويداء والطبيعة فيها بمختلف الفصول.
وتخلل الافتتاح تقديم درع المهرجان لأسرة المجاهد سلطان باشا الأطرش تسلمه حفيده المهندس ثائر منصور الأطرش إضافة لتكريم المخرج غسان شميط تقديرا لجهوده وتقديم قصيدة شعرية ذات طابع وطني للشاعر محمد سعيد العسادوة القادم من محافظة درعا.