خاص المغترب السوري
بالتزامن مع عيد ميلاد فيروز السادس والثمانين، صدر كتاب في دمشق بعنوان "القاموس الفيروزي" لتمام سليمان، يوثق أعمال فيروز والرحابنة بطريقة مختلفة عما سبق من كتب عديدة ومقالات تحدثت عن السيدة فيروز والإرث الرحباني.
العلو والرقي والرحابة.. بهذه الكلمات استهل الكاتب وصفه للمدرسة الرحبانية التي تفردت بغنى عطائها من المسرحيات والاسكتشات إلى الأغاني التي قال الكاتب إنها تصل إلى ألف أغنية، وإن فيروز لم تماثلها شخصية أخرى في هذا العدد من الأغاني كماً ونوعاً.
وتبدو عبارة "القاموس الفيروزي" عنواناً جميلاً يليق بإحصاء أعمال كبيرة وخالدة قدمها الرحابنة وفيروز، وطرقوا فيها "أبواب المجتمع بصورها الحقيقية" كما يقول الكاتب.
وأحصى سليمان في القاموس كل الأغاني المعروفة لفيروز والكثير من أندرها، ثم أفرد تفصيلاً لأغاني المسرحيات والاسكتشات، ووضع فهارس للمواضيع التي عالجها الرحابنة في أعمالهم الخالدة.. فجاء العمل جامعاً للإرث الفني الرحباني بطريقة معجمية.
ويقع الكتاب في (١٩٢) صفحة، وهو عبارة عن قاموس وفهارس. والمادة الرئيسية للكتاب هي القاموس الفيروزي الذي يحصي كل أغاني فيروز المعروفة قدر الإمكان مع اسم الملحن والمؤلف وسنة الصدور وتابعيتها إلى أية مسرحية أو اسكتش. وقال الكاتب إن الأغاني تصل إلى ألف أغنية، ولكن عدد الأغاني المحصاة وصل إلى (٩٦٦) أغنية، وقال المؤلف إن العدد أكثر من ذلك لأن هناك أغاني مفقودة، وهناك أغان أُدِّيَتْ بطريقة مختلفة عن التسجيل الأول أو الثاني.
أما الفهارس فعددها (٣٤) فهرساً، وهي عناوين مواضيعية عن أغاني الطبيعة والمجتمع والأم والأطفال والليل والقمر وموسيقا التانغو والأغاني الشعبية والبدوية والوجدانية. وفي كل فهرس تفصيل بالأغاني التي وردت فيها.
أما القاموس، وهو موضوع الكتاب، فجاء بعمل متميز واضح أنه استغرق جهداً لسنوات كما يقول الكاتب في مقدمته. فقد شملت بداية عناوين الأغاني كل حروف الأبجدية ما عدا حرفي (ث) و(ظ).
ولعل أهم موضوعين بالإضافة إلى القاموس الفيروزي، إلقاء الضوء على الأصل السوري لفيروز دون الدخول في أدبيات السياسة المعروفة في هذا المجال بين "بلدين هما سورية ولبنان كانا يوماً ما بلداً واحداً" كما يقول الكاتب، وبأسلوب طريف كما قال "دون الدخول إلى قصة السوري واللبناني التي قد تجر الويلات".
والموضوع الثاني هو الأناشيد الوطنية للرحابنة عن الدول العربية ومنها نشيد سورية الذي يصلح، كلماتٍ ولحناً، ليكون نشيداً وطنياً لما يحمله من قيم نضالية فكرية يعود زمنه إلى بداية الخمسينات.
القاموس الفيروزي الأول من نوعه بهذا الشكل الذي أحصى أعمال فيروز في الأغاني والمسرحيات والاسكتشات وفهارس المواضيع بطريقة سهلة ومحكمة. وأقر الكاتب بوجود أخطاء متوقعة ولكن تصحيحها يتطلب لقاء الرحابنة، وهو أمر صعب لمحبي هذه الأسرة الراقية الرحبة كما يقول لأنهم غير قادرين على التواصل مع كل من يكتب عن فيروز.