شارك
|

محمد عبد الوهاب.. جلس في هذا المقهى الدمشقي يوماً

تاريخ النشر : 2016-03-05

دمشق - أدونيس شدود

 

في هذا المقهى جلس محمد عبد الوهاب يوماً، وخلال 120 سنة مضت منذ بنائه، كثيرون زواره، المثقفون، الفنانون، الباحثون و السياسيون إضافة للموظفين والمتقاعدين و المارين مرور الكرام.

 

مقهى الكمال العتيق وسط العاصمة دمشق، الذي يحتفظ تحت سقفه وبين زواياه بذاكرتها، هو اليوم مقصد من اعتاد الجلسات الشعبية و تفاصيلها.

 

محمد عكام أبو أنس أحد مرتادي هذا المكان منذ ثمانينات القرن الماضي، يعتقد بأنه من الصعب أن يغير المرء المقهى الذي يجلس فيه عادة، فهو يعتبر أن المقهى يمثل بيئة تنشأ فيها العلاقات الاجتماعية المميزة و تنشط.

 

على الكراسي المتواجدة في المقهى الدمشقي يجلس من هم مختلفون في الأعمار والاهتمامات ويجمعهم التعود على خصوصية هذه الأجواء.

 

سامر قابيل طالب جامعي يحضر للدراسة في المقهى برفقة زملائه، ويؤكد سامر بأن التفاصيل المرتبطة بتواجد الناس وأصوات أحاديثهم وصدى حبات النرد في طاولة الزهر وحتى الأغاني الطربية القديمة، كلها تشكل مزيجاً يدفعه هو وزملاؤه للدراسة أكثر (حسب تعبيره)، فهو يركز في كتابه رغم كل تلك التفاصيل.

 

عادات ترتبط بالزبائن المتكرر قدومهم إلى المقهى، يحفظها العاملون ويقومون بتلبيتها دون الرجوع مراراً إلى أصحابها، فهناك من يحتسي القهوة من دون سكر وآخر يدخن التنباك دوماً، وثالث يشرب الشاي خميراً.

 

جُمعة العامل في المقهى منذ 25 عاماً بات يحفظ وجوه الزبائن وطلباتهم، وبات يعرف من طال غيابه عن كرسيه وطاولته، كل ذلك جعله مقرباً من مرتادي المكان ومحبباً إليهم.

 

أجزم غير مشكك بأن الكلمات التي اصطفت خلال السطور الماضية، لا تكفي لتنقل حقاً مكانة هذا المكان الدمشقي العتيق الجديد، والذي يرتاده المتشبثون بخيوط الأمل والمتعلقون ببساطة الحياة.
 


عدد القراءات: 11833

اخر الأخبار