شارك
|

ياسين مزاوي .. رسام الزاوية في التكية

تاريخ النشر : 2016-05-23

خاص - أدونيس شدود

 

تفاصيل كثيرة مرتبطة بخصوصية أحد أميز الفنون، تحتضنها زاوية عتيقة من إحدى باحات التكية السليمانية بدمشق.

 

الرسم على القماش، بالنسبة للرسام ياسين مزاوي يمثل ذلك الشغف الذي نما لينتقل من هواية إلى مهنة، توثق من خلال تعانق الألوان الكثير من المشاهد التراثية.

 

وفي حديث خاص لموقع Syria In اعتبر مزاوي أن الموهبة هي أساس فن الرسم، فبرأيه، لا يستطيع أي شخص أن يتعلم الرسم إن لم يمتلك الموهبة، و مع الوقت إن استطاع صاحب الموهبة أن يستمر من خلال الدراسة الأكاديمية أو حتى من خلال بذل الجهد الشخصي والتدرب والممارسة، فإنه سيصل إلى نتائج جيدة ومرضية.

 

يصف الرسام الدمشقي مهنته المحببة بأنها "متعبة وغير متعبة" !

 

فالناظر العادي إلى اللوحة المرسومة وتفاصيلها، يجد أن إنجازها متعب جداً، بينما لا يشعر الفنان بذلك التعب والجهد وحتى الوقت كونه يمارس متعته ويحقق رغبته الفنية.

 

 

يعدد مزاوي أدوات المهنة، فهي تتمثل بالقماش المشدود على كادر خشبي مثبت، يتم وضع الأساس اللوني على القماش ومن ثم تستخدم الألوان الزيتية عن طريق الفرشاة، أو من خلال ما يسميه الرسامون "سكين التلوين".

 

ويتابع الفنان ياسين حديثه عن أدوات وطريقة الرسم، قائلاً : "الألوان الزيتية بعد خلطها ومزجها تعطي الرسام "هارموني لون"، أي تقدم له احتمالات غير نهائية من الألوان وتدريجاتها، الأمر الذي يكسب اللوحة جمالية مميزة".

 

ارتباط وثيق بين بساطة المكان و خصوصية هذا النوع من الفن، هذا الارتباط يشعر به الرسام في كل مرة يبدأ فيها بلوحة جديدة.

 


الأمر الذي يؤكده الفنان الذي يقضي معظم وقته في مرسمه المنزوي في سوق المهن اليدوية، قائلاً : " موضع الرسم يتصف بأهمية كبيرة للرسام، وهنا تأتي تفاصيل المكان ، رائحة قدمه وتاريخه، والسكينة الموجودة من حوله تحسسه بالعزلة عن ما حوله، تلك العزلة التي يحتاجها ليشعر بالرغبة ويحس بالشغف".

 

أشخاص كثر مروا بقربنا ونحن نحادث الرسام ياسين مزاوي عن حرفته، وقفوا يتفرجون على أعماله ولوحاته وجماليتها، البعض صورها والبعض الأخر تصور معها، فرغم الحرب وسنواتها، ما زال للفن وعشقه في دمشق مكان، وما زال في نفوس الدمشقيين المتعبة رغبة للجمال.


عدد القراءات: 12531

اخر الأخبار