شارك
|

الرقة ... حسناء نائمة على ضفة الفرات منذ الأبد

تاريخ النشر : 2015-10-02

تقع مدينة الرقة، وهي مركز محافظة الرقة السورية، على الضفة اليسرى لنهر الفرات قبيل التقائه نهر البليخ، ويعني اسمها الأرض الملساء التي يغمرها الماء ثم ينحسر عنها. تبعد عن مدينة حلب نحو 190 كم، وتنقسم إلى قسمين قسم قديم، وآخر حديث.

ويعود إنشاء القسم القديم من المدينة إلى عام 1887م، إذ أن المدينة التاريخية هجرت بعد غزو المغول واجتياح تيمورلنك. وكانت بداية إعمارها من جديد في عهد الدولة العثمانية التي أنشأت فيها مخفراً للدرك ، وشكل هذا المخفر نواة للمدينة التي بدأت تتوسع

وتنتشر حوله، وبدأ بعض البدو يستوطنون فيها تدريجياً، ثم بدأت المساكن تظهر داخل السور العباسي القديم، وكان بناؤها من المواد المتوفرة محلياً ومن الأحجار التي اقتلعت من السور القديم.

 

ويعود تاريخ الرقة إلى أزمنة موغلة في القدم، متزامنة مع نشأة المجتمعات البشرية التي عرفت عصور ازدهار في فجر الحضارة الإنسانية. إذ قامت في موقعها في عصر البرونز (3000-2000 ق.م) مملكة توتول القديمة (تل البيعة) وازدهرت ازدهاراً كبيراً إلى أن دمرها حمورابي عام 1750 ق.م.

 

وبعد مرور قرون عديدة، وفي العصر الهلنستي، نحو القرن الثالث قبل الميلاد تقريباً، قام سلوقوس الأول نيكاتور ببناء مدينة إلى جانب تل البيعة، وسميت المدينة نقفوريون (نيكيفوريوم) Niecphorion، وفي العهد الروماني أولاها الإمبراطور غالينوس عنايته وسميت كالينيكوس أي الرقة السمراء، وكان لها دور تجاري في فترات السلم بين الروم والفرس، أما في فترات الحروب فقد كانت قاعدة عسكرية بسبب موقعها المتميز، وقد سقطت المدينة عام 542م بيد كسرى أنوشروان ملك الفرس الذي عمد إلى توطين قبيلة مضر العربية فيها حتى عرفت منطقة الجزيرة برمتها بديار مضر وكانت الرقة (كالينيكوس) عاصمة لها.


عدد القراءات: 12235

اخر الأخبار