شارك
|

"بلودان" .. الريف الأوروبي في سورية

تاريخ النشر : 2016-01-04

بلودان مصيف سوري يقع على بعد 50 كم شمال غرب دمشق ، على ارتفاع 1550 متراً فوق سطح البحر, على هضبة تطل على سهل الزبداني ببساتينه وأشجاره المثمرة.


مصيف بلودان من أقدم المصايف في سورية والمنطقة العربية وله شهرته في اجتذاب السياح منذ القرن التاسع عشر بسبب مناخه البارد صيفاً، فالكثير من المشاهير زاروا بلودان عبر تاريخ هذا المصيف، و زار بلودان في 1885 ولي عهد إيطاليا الأمير فيكتور عمانوئيل، وفي عام 1898 زارها امبراطور ألمانيا غليوم الثاني برفقة زوجته وزارها الملوك والرؤساء والوزراء وقد عقدت في فندق بلودان الكبير الكثير من المؤتمرات العربية أشهرها مؤتمر بلودان الذي جمع الحكام العرب عام 1937 والذي أسهم في تأسيس جامعة الدول العربية.


وتشتهر المنطقة بجمال الطبيعة والإطلالات الساحرة على الجبال، وتنتشر على سفوحها ومرتفعاتها الأشجار المثمرة المتنوعة والحراجية الدائمة الخضرة، وتتميز بإطلالة بديعة على سهل "الزبداني" الأخضر، وتكثر فيها ينابيع المياه مثل: نبع "أبو زاد" وشلالاته، ونبع "عين النسور"، ونبع "عين البيضاء"، وينابيع "حريز" وغيرها، إضافة إلى الكثير من الآثار المهمة مثل آثار "وادي مار إلياس" ودير "يونان" الواقع فوق قمة جبل "يونان" وكنيسة ودير "مار جرجس"، وعدد من المغارات الطبيعية الرائعة وأهمها مغارة "موسى" وأجمل الجبال جبل يونان الواقع إلى الشمال الشرقي من بلودان بحوالي 6 كيلو مترات على ارتفاع حوالي 2100 متر يطل على سهل الزبداني وسهل سرغايا ويتجاوز ذلك الى سهل البقاع اللبناني كما أنه يتصل بصرياً مع القمم المجاورة مثل قصر الخريبة وقصر الرام وقصر مضايا وهي مواقع تحصينية تشرف على مساحات واسعة من حولها لذلك كان من الطبيعي ان توجد على قمة الجبل منشآت تحصينية ودينية.


وهي قرية قديمة جداً عثر فيها على آثار دير قديم باسم القديس جورجيوس وقد جدد بناؤه حيث تحول إلى كنيسة، ووجدت آثار في منطقة الكبري إلى الجنوب من القرية، عثر فيها على لوحات ونوقش أثرية تعود إلى العصر الروماني، كما عثر على آثار في جبل يونان شمال القرية مثل تمثال ثور برونزي يعود للقرن الأول الميلادي على قاعدة نقشت عليها كتابة إغريقية تشير الى أنه مقدم من محارب قديم يدعى تامانايوس إلى أوريون.


مساكنها القديمة من الحجر الكلسي والخشب، وقد تطورت معظم المساكن لتلائم طبيعة الاصطياف، وتنتشر المساكن الحديثة بشكل دائري في جميع الاتجاهات، ويعتمد معظم السكان على موسم الاصطياف، حيث يؤم القرية صيفاً أعداد كبيرة من المصطافين، وحتى في الشتاء يقصدها الناس للتمتع بمنظر الثلوج التي تغطي المرتفعات الجبلية والسهول والأودية.


يعمل قسم من سكان بلودان في التجارة ووظائف الدولة، أما الزراعة فهي منتشرة على نطاق ضيق، حيث يزرع السكان الأشجار المثمرة (تفاح، كرز) وتروى الأراضي من الينابيع الموجودة في القرية وحولها نبع أو زاد، نبع بلودان (عين البلد)، نبع (عين حزير، عين البيضاء، عين الدولة) و تتحول هذه القرية إلى مدينة صيفاً فهي تحوي عدة مقاصف ومنتزهات وفنادق أشهرها فندق بلودان الكبير ومقصف عين أبو زاد.


عدد القراءات: 15901

اخر الأخبار