لم تمنع العمليات الإرهابية والقذائف التي تسقط يومياً على جميع المناطق في حلب الطلبة الجامعيين من الابتكار والاختراع والتوصل إلى ابتكارات تصب في خدمة مجتمعهم.
وتمكن المهندس محمد عماد المحمد معيد من كلية الهندسة التقنية في جامعة حلب من الوصول إلى اختراع لمعالجة المياه الجوفية الملوثة بالنترات باستخدام تقنية التخثير الكهربائي حيث أوضح لوكالة "سبوتنيك"، أنه تم صنع جهاز التخثير الكهربائي محلياً والمفاعل المستخدم عبارة عن خلية زجاجية "حوض" مزود بصمام تصريف جانبي وعوارض بلاستيكية في القاعدة. ويقوم الجهاز بمعالجة المياه الجوفية الملوثة بالنترات باستخدام تقنية التخثير الكهربائي، لاسيما بعد الإرهاب الذي تعرضت له حلب من قبل المجموعات المسلحة وانقطاع المياه عن المدينة اضطر المواطنون إلى استخدام المياه الجوفية واستخراجها من الآبار بشكل مباشر لاستخدامات مختلفة وخاصة في الشرب، إلا أن النسبة العظمى من هذه المياه الجوفية هي ملوثة بشاردة النترات والتي لها آثار صحية سلبية تصل إلى مرحلة الإصابة بالسرطانات وفقر الدم وأذى في الجهاز العصبي والمناعي والدموي.
وبيّن المحمد أنه كان لا بد من تطوير طريقة لتنقية المياه من هذه الملوثات، وتعتمد الطريقة على تمرير تيار كهربائي عبر صفائح معدنية من الألمنيوم ينتج عنها أكسدة لهذه الصفائح وتحرير شوارد الألمنيوم وإرجاع الماء فيتفاعل الهيدروكسيد مع شوارد الألمنيوم ويعطي مركبات تقوم بفصل الملوثات عن الماء، علماً أنه تمت دراسة التكلفة الاقتصادية للمشروع ودراسة كافة العوامل المؤثرة في المشروع وتم الوصول إلى أن كلفة المتر المكعب لمعالجة هذا النوع بـ 0.095 دولار للمتر الواحد، كما تم التوصل إلى معادلة رياضية قابلة للتطبيق على جميع الآبار الملوثة بالنترات في سوريا والوصول إلى مواصفات قياسية لمياه الشرب.
ولم يخف المحمد المعاناة الكبيرة التي تعرض لها البحث العلمي في جامعة حلب نتيجة حصار المجموعات الإرهابية وصعوبة تأمين المستلزمات اللازمة للبحث العلمي، ومع ذلك استطاع الطلبة بجهود الحكومة وبمساعدة الأصدقاء الاستمرار في البحث العلمي.
وأكد الدكتور خير الدين طرشة كردي عميد الكلية التطبيقية في جامعة حلب لـ"سبوتنيك"، أنه رغم الظروف القاسية التي مرت على جامعة حلب وعلى المحافظة لم يتوقف الدوام ولا ساعة وقدمت الجامعة خدماتها لطلاب المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا وتتابع الأعمال التدريسية بشكل ممتاز، وكل ذلك بفضل صمود الأهالي والجيش العربي السوري والقوات الصديقة في حلب.