شارك
|

"جرن الزعتر".. حجر بروائح عطرية

تاريخ النشر : 2015-07-02

أداة تراثية حجرية تتألف من قطعتين، سهلة النقل من مكان إلى آخر، لها قواعد معينة في الاستعمال، وصناعتها بحاجة إلى حرفي متمرس.

خليل علي ديب أحد سكان ضهر صفرا تحدث عن جرن الزعتر فقال:"في السابق كانت عملية الحصول على الزعتر الناعم صعبة جداً، حيث تقوم بعض النساء بهرسه بين راحتي اليدين بعد جفافه لتنعيمه، وهو ما دفع بعضهم لنحت جرن حجري شبيه تقريباً بـجرن القمح، مخصص لطحن الزعتر، وبتلك الطريقة يتم توفير الوقت وتتضاعف الكمية الناتجة من مادة الزعتر الناعم أو ما يمكن اعتباره مسحوق الزعتر في وقتنا الحالي، ويعدّ طحن الزعتر بالجرن المخصص عملية تراثية قديمة جداً، جاءت بعد فترة زمنية من استخدام جرن القمح ".

 

وعن أهمية هذا الجرن والحاجة إليه يتابع:"هناك من لا يدرك الفرق بين جرن الزعتر و جرن القمح ، إلا أن الفرق موجود وحقيقي، من حيث الحجم والوزن والأبعاد الطولية والعرضية، فـجرن الزعترأصغر من حيث جميع التفاصيل، ليسهل على ربة المنزل نقله وتحريكه إلى حيث توجد كمية الزعتر المراد طحنه,ويتواجد جرن الزعتر بكثرة في القرى الريفية التي كانت تعتمد على صناعة مشتقات الحليب وخاصة ما يعرف باسم الشنكليش الذي يحتاج إلى زعتر مطحون".

و يضيف:" لصناعته فنون، حيث كانوا يعتمدون على الحجارة القوية الصلبة كالحجر البازلتي والصواني المتوافرة في ريفنا الساحلي، ليحتمل الصدمات نتيجة عملية الدق بالمدقة الحجرية، علماً أن صناعته تحتاج إلى وقت وجهد، وكان هناك حرفيون لهذا الأمر، فلا يمكن لأي شخص أن يصنعه وينحته، وهذا يعني أن له أدوات صناعة خاصة امتلكها الحرفي، ومنها الناقوشة والأزميل والمطرقة".


عدد القراءات: 14689

اخر الأخبار