شارك
|

العثور على نوع من الطيور قادر على "السفر العقلي عبر الزمن"

تاريخ النشر : 2024-05-29

حاول الإجابة بسرعة على هذه الأسئلة: ماذا تناولت على الغداء بالأمس؟ من كان معك؟ أين كنت؟ هل يمكنك تصور البيئة في عقلك؟

 

 

إن القدرة على تذكر التفاصيل الصغيرة للأحداث الماضية هي السمة المميزة لشكل من الذاكرة يسميه العلماء الذاكرة العرضية.

 

حيث كشفت دراسة جديدة أن بعض من أنواع الطيور لديها أيضا هذه الذاكرة:

 

يصف جيمس ديفيز، المؤلف الأول للمقالة المنشورة في المجلة العلمية PLOS One ، الذاكرة العرضية على النحو التالي:

 

أنت نوعا ما تسترجعه في عقلك. يتضمن ذلك التفاصيل التي تشكل التجربة: الأصوات والصور وحتى أفكارك وحالتك المزاجية.

 

ويقارن ديفيز، الحاصل على درجة الدكتوراه في علم النفس من جامعة كامبريدج، الذاكرة العرضية بالذاكرة الدلالية:

 

الذاكرة الدلالية تعني تذكر المعلومات الواقعية. يمكننا أن نفكر في الذاكرة الدلالية جنبا إلى جنب مع المعرفة، والذاكرة العرضية مع التذكر، لكن الحقيقة هي أنه لا يوجد تذكر واعي.

 

نظرا لأن الحيوانات لا تستطيع معرفة ما تفكر فيه، فمن الصعب معرفة ما إذا كانت لديها ذاكرة عرضية.ووجد دليلاً على أن طيور النورس والكلاب والحبار لديهم ذكريات تشبه الذاكرة العرضية.

 

وقد تم الإبلاغ عن أن الغرابيات، المعروفة بذكائها، قد يكون لها أيضا ذاكرة عرضية. حيث كشفت تجربة أجراها نيكولا كلايتون في عام 1998 أنهم تذكروا المكان الذي أخفوا فيه الطعام منذ فترة طويلة.

 

حاول ديفيز طرقا أخرى لاختبار هذه القدرة:

 

إذا كنت تستخدم منهجية واحدة فقط، فمن المحتمل أن تكون هذه الطريقة معيبة. أما إذا حاولت نفس الشيء بطرق مختلفة وبمنهجيات مختلفة، فسوف تحصل على أدلة أكثر تحديدا.

 

وقد وجد العلماء الذين يدرسون طيور جايز الشائعة باستخدام نهج جديد نتائج قد تنعكس في أبحاث الذاكرة البشرية.

 

قام ديفيز وزملاؤه بالتحقيق فيما إذا كانت العملية المسماة "السفر العقلي عبر الزمن" قد حدثت لدى هذه الطيور. ويمكن التفكير في هذه العملية على النحو التالي: تذكر أجزاء من المعلومات التي لا تجدها ذات قيمة كافية لتحتفظ بها في الذاكرة، مثل ما تناولته على الغداء بالأمس.

 

تم عرض طيور جايز لأول مرة على الكوب الذي يحتوي على طعام مخبأ تحته وتذكروه بسهولة.

 

وفي الخطوة الثانية، تم وضع الملصقات أو الخيوط على الأكواب.وقد تم العثور على الطعام المخبأ تحت نفس الكوب مرة أخرى. ولم تكن هذه الإضافات ذات أهمية للطيور.

 

استخدم العالم  جيمس ديفيز4 أكواب ثم أضاف إليها تفاصيل واختبر 7 طيور.

 

 

وفي المرحلة الأخيرة من التجربة، أصبحت هذه الملصقات والخيوط مهمة بسبب تغيير أماكن الأكواب. وحققت الطيور معدل دقة يصل إلى 70% من خلال التعرف على العلامات الموجودة على الكوب الذي يحتوي على الطعام.

 

يقول الدكتور جوناثان كريستال: "تقدم هذه الدراسة دليلاً قوياً على وجود الذاكرة العرضية لدى طيور جايزالشائعة". ويذكر أن فقدان هذه الذاكرة في أمراض مثل مرض الزهايمر أمر ملحوظ، ويؤكد أن الدراسة الجديدة قد تفيد الأبحاث حول هذا الموضوع.

 

يقترح كريستال أنه يمكن اختبار الأدوية ذات الصلة على الحيوانات وتطويرها للبشر بقوله: "لا يكفي تحسين الذاكرة فحسب، بل نحتاج أيضا إلى تحسين الذاكرة العرضية".

 


عدد القراءات: 595