عام 1991م هطلت أمطار غزيرة وكان أحد المُزارعين يبحث عن مكان يلجأ إليه للإختباء حتى وجد نفسه في هذا المكان، كهف سون دونج في الفيتنام، وهو أكبر كهف طبيعي في العالم، وبعد هذه الحادثة مع المزارع ضلّ الكهف مجهولاً لمدة 15 سنة ‏حتى عام 2006م، عندما زارت جمعية أبحاث تلك المنطقة، فأخبرهم المزارع عن ذلك الكهف وقادهم إليه لكنه نسي المدخل ومكانه بدقة، حتى بين عامي 2009م و 2010م حين وجده نفس المزارع وأخبر عنه السلطات، وأصبح الكهف من المعالم المعروفة والشهيرة عالمياً .

موطن لنظام بيئي مثير للأعجاب أكثر مما تتخيل

‏عمر هذا الكهف ما بين 2 إلى 5 مليون سنة، وطوله أكثر من 5 كيلومترات، ويمكن أن يستوعب 68 طائرة بوينك 777 وأكثر، عرضه 91.44 م وارتفاعه 243.84 م، يكفي لمبنى يتكون من 40 طابقًا، وهو ضخم جدًا لدرجة أنه يتمتع بمناخ خاص به، لدرجة أن الغيوم تتشكل بداخله، .. وصفه الكثير على أنه كوكب خارج كوكب الأرض.

تم تشكيل نظام الكهف الواسع والمعقد هذا من خلال تسرب المياه من الغابات أعلاه، مما أدى إلى نحت الصخور تدريجياً. وفي أسفل الكهف توجد غابة كثيفة الخضرة تزدهر على عمق 200 متر تحت سطح الأرض. تعد هذه البيئة موطنًا لنظام بيئي مثير للإعجاب، بلإضافة إالعديد من المناطق غير المستكشفة والمسارات الخطرة التي يجب عبورها.

وفقاً لتقاليد علماء الكهوف، فإن الشخص الذي يكتشف الكهف يتمتع بامتياز إعطائه اسمًا. وفي نهاية الرحلة الاستكشافية في أبريل 2009، اقترحت المجموعة والكثير من الناس تسمية الكهف باسم " سون دونج " تكريماً للشخص الذي اكتشفه.

ومع ذلك هذا الاسم عبارة عن مزيج من كلمتين: "سون" وتعني الجبل، و"دونغ" وهو اسم الوادي المجاور للكهف.

غابة استوائية داخل كهف سون دونج

مع مرور الوقت، خلقت أسقف الكهف المنهارة ثقوباً والتي تسمح لأوراق الشجر المورقة بالنمو، وتشكل غابة نائية ويصعب الوصول إليها بشكل خطير. تعد هذه الحفرة الرائعة موطنًا لحديقة استوائية فريدة من نوعها تُعرف باسم حديقة إيدام. من خلال هذه الفتحات، يدخل الضوء إلى الكهف. وبفضل ضوء الشمس هذا، يمكن للنظام البيئي  أن يتواجد في كهف سون دونج.

نهر تحت الأرض في كهف سون دونج

يوجد في كهف سون دونج نهر جبلي تحت الأرض يمر عبره. يلعب هذا النهر دورًا أساسيًا كمنظم حراري للنظام البيئي للكهف.

يخلق المجرى المائي طبقات متعددة من الضباب داخل الكهف يمكن أحيانًا أن يكون الطريق إلى هذا المجرى محاطًا بالضباب المذهل. تصبح المناظر الطبيعية أكثر فريدة واستثنائية عندما تختبئ الغابة خلف ستارة من الضباب..

"قطرات الماء المتساقطة من السقف وتحمل كربونات الكالسيوم إلى البرك الموجودة على أرضية الكهف خلقت لآلئ جميلة على مر القرون." تأتي هذه اللآلئ بأحجام وأشكال مختلفة، تتراوح من صغيرة مثل البازلاء إلى كبيرة تشبه كرات البيسبول.

المصدر: vietnamdecouverte

ترجمة: مي زيني