استخدم علماء الفلك تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) لمراقبة بعض أقدم المجرات في الكون، والتي لا تزال في طور التشكل. وهذا الاكتشاف يجعلنا أقرب إلى فهم بدايات كوننا.

ونشر فريق من الباحثين دراسة في 23 أيار في مجلة Science كشفت عن اكتشاف ثلاث مجرات في طور التكوين، يعود تاريخها إلى ما بين 400 إلى 600 مليون سنة بعد الانفجار الكبير. تنبثق هذه المجرات من سحابة بدائية مكونة من الهيدروجين والهيليوم، وهي عملية رصد أصبحت ممكنة بفضل قدرات تلسكوب جيمس ويب الفضائي.

يسمح لنا هذا الاكتشاف باستكشاف عصر إعادة التأين ( 150مليون سنة إلى مليار سنة )، وهي فترة حاسمة عندما بدأت النجوم والمجرات الأولى في إلقاء الضوء على الكون من خلال تبديد سحب الغاز المظلمة المحيطة. رصد تلسكوب جيمس ويب الفضائي 12 مجرة ​​يعود تاريخها إلى هذا الوقت، عندما كان عمر الكون 3% فقط من عمره الحالي.

ومن خلال تحليل الأطياف الضوئية لهذه المجرات، اكتشف الباحثون علامات امتصاص بكميات كبيرة من الهيدروجين المحايد. وهذا يدل على أن هذه المجرات كانت تحول هذا الغاز إلى نجوم جديدة.

لعبت هذه المرحلة من تكوين النجوم دورًا رئيسيًا في إخراج الكون من "العصور المظلمة الكونية" ودخول عصر إعادة التأين( إعادة التأين هي العملية التي حدثت حوالي 400 مليون سنة بعد الانفجار الكبير عندما تشكلت النجوم والمجرات الأولى وينبعثوا بما يكفي لتأين غاز الهيدروجين المحايد في الكون). أدت النجوم والمجرات الجديدة إلى تأين الغاز المحيط، مما جعل الكون أكثر شفافية.

لقد حدد تلسكوب جيمس ويب الفضائي بالفعل مجرات من تلك الحقبة، لكن هذه هي المرة الأولى التي يلاحظ فيها تشكلها. وهذا يتيح لنا أن نفهم كيف تشكلت وتطورت الأنظمة النجمية الأولى.

تعتبر هذه الملاحظات حاسمة للإجابة على الأسئلة الأساسية حول طبيعة السحب الغازية الأولى والعملية التي ظهرت بها المجرات. إذا تم تأكيد هذه النتائج من خلال دراسات إضافية، فإنها يمكن أن تلقي الضوء على العديد من جوانب تطور الكون.