البطريرك جريجوريوس الرابع حداد  كان بطريرك أنطاكية و سائر المشرق للروم الأرثوذوكس بين عامي 1906 – 1928.

يعرف البطريرك حداد كونه واحداُ من رموز التعايش الإسلامي المسيحي في تاريخ سورية الحديث، فحين اجتاحت المجاعة سورية وجبل لبنان خلال الحرب العالمية الأولى باع البطريرك و رهن الكثير من أوقاف البطريركية ليشتري خبزاً للمحتاجين ، و يروى عنه أنه وبينما كان ينظر مرةً من نافذة غرفته المطلة على ساحة البطريركية يراقب الشمّاس يوزع الخبز على طالبيه، لفت نظره أن الشمّاس رد إمرأةً مسلمة، محتجاً أن القمح قد نفذ في مخازن البطريركية، فنزل إليه ونادى المرأة، ثم أمسك رغيف الخبز وراح يقلبه وقال للشمّاس:" أنا لم أرَ أنه قد كُتب على الرغيف أنه مصنوع من أجل المسيحي الأرثوذكسي يا بني ادفع الصدقة لكل من يطلبها فكلنا عيال الله", ثم ناول المرأة حصتها فانصرفت شاكرةً.

ويروى أنه حين نفذت أموال البطريركية رهن صليباً ذهبياً مرصعاً بالأحجار الكريمة كان قد أهداه للبطريركية قيصر روسيا نيقولا الثاني لدى صائغٍٍ يهودي دمشقي بألف ليرةٍ عثمانية، فحين سمع بذلك أحد أغنياء المسلمين قام بفك الرهن وإعادة الصليب إلى البطريرك، الذي أخذه وباعه من جديد دون أن يدري به أحد.

حين توفي عام 1928 خرج المسلمون و المسيحيون في جنازنه و كانوا يهتفون :"مات أبو الفقير، بطريرك النصارى وإمام المسلمين".