شارك
|

براد .. القرية المنسية

تاريخ النشر : 2015-10-13

قرية ‫‏سوريّة‬ أثرية تعتبر جزءًا من المدن المنسية، تعني براد في اللغة السريانية البرد. عدد سكان براد حوالي خمسمائة نسمة وهم من ‫‏الأكراد‬، تقع على بعد أربعين كيلومترًا شمالي مدينة ‫‏حلب‬ وتتبع محافظة حلب من الناحية الإدارية.

 

كانت القرية بلدة مزدهرة في الماضي خصوصًا في العهد البيزنطي، وعادت واكتسبت أهمية منذ عام 2004 حين ثبتت ‏أبرشية حلب‬ ‫‏المارونية‬، وجود ضريح مار مارون شفيع الكنيسة المارونية فيها، ودعت إلى اعتبارها مكان حج.

 

تعرف براد في النصوص اليونانية باسم "كفرو برادا" وهي تبعد 6 كم عن ‫‏جبل سمعان‬.

 

بحسب ما يذكر المؤرخ ‫‏الروسي‬ جورج تشالنكو، فإن تاريخ نشوء البلدة يعود للقرن الثاني حول هيكل وثني، وتطورت البلدة مع بداية القرن الثالث، إذ تدل المكتشفات الأثرية عن بناء فندق فيها، وخلال الفترة نفسها بني حي للأثرياء مؤلف من فيلات سكنية محاطة بحدائق، وكذلك اكتشف لما يعود لفترة القرن الثالث ‏ضريح‬ ضخم مربع الأضلاع وحمامات ‏رومانية‬ هي الأقدم في المنطقة.

 

توسع البلدة تتالى نحو الغرب، وظهرت بها عدد من البيوت الحادية، والحوانيت الحرفية، ومعاصر للزيت ومزارع حيوانية، كذلك نشأ حي تجاري إلى جنوب البلدة، وإلى أقصى شمالها عثر على مقر للحاكم ‏البيزنطي‬ لجبل سمعان بني سنة 496، كما تدل الكتابة ‏اليونانية‬ فيه، وانطلاقًا من القرنين الخامس والسادس غدت براد مركزًا تجاريًا ومسيحيًا هامًا، فإلى جانب الآثار التجارية والمدنية عثر على أرضها على ثلاث ‏كنائس‬ و‏ديران‬ كبيران.

 

ومنذ القرن السابع هجرها سكانها تدريجيًا، خلال الحروب بين الإمبراطورية ‏الفارسية‬ والإمبراطورية ‫‏البيزنطية‬ على ‫‏بلاد الشام‬ ومن ثم نتيجة وقوعها على الحدود بين الدولة  ‏الأموية‬ والإمبراطورية البيزنطية، وفقدت أخبارها منذ ذلك الوقت، وربما ساهم انعدام أهميتها باحتفاظها بقسط وافر من الآثار التي تعود للحقبة البيزنطية بهيئة سليمة.

 

سمّى المؤرخ الروسي جورج تشالنكو براد والمنطقة المحيطة بها "المدن الميتة" وسماها عدد آخر من الباحثين "المدن المنسية"، عادت براد واكتسبت أهمية خاصة منذ عام 2002 حين بدأت عمليات التنقيب فيها برعاية الكاتب والباحث اللبناني غسان الشامي ومن ثم تولى الأمر وفد من ‫‏الولايات_المتحدة_الأمريكية‬، كذلك فقد تبنت أبرشية حلب المارونية وجامعة الروح القدس في الكسليك في ‏لبنان‬ و‏وزارة السياحة‬ في سورية العمليات، ومن ثم ثبتت أبرشية حلب المارونية في 30 يونيو 2004، وجود ضريح القديس مارون الأول فيها وأعلنتها منطقة حج للكنيسة المارونية، في عام 2010 وبداعي ذكرى ألف وستمائة عام على وفاة مار مارون نقل قسم من ذخيره القديس مارون مجددًا إلى ‫‏براد‬.


عدد القراءات: 10922

اخر الأخبار