معجزة تاريخية بناها الرومان واعتبر أطول نفق مائي في العالم ، نفق الديكابلوس معجزة مائية تحت الأرض لربط مدن الديكابلوس مائياً ببعضها.

ويمتد النفق مسافة 170 كم بين الأردن والشام وهو أطول بـ 9 مرات من ثاني أطول نفق بالعالم والموجود في إيطاليا ويعد إمبراطورية مائية تحت الأرض.

ويوصف النفق بـ"أعجوبة تراثية" تدل على عراقة الحضارات التي سكنت حوران، حيث أن النفق يربط مجموعة من القرى في نظام مائي فريد تغذيه مجموعة من الينابيع الغزيرة في حوران.

و تعني “ديكا” العشر أما بوليس  فتعني “المدن” ومجتمعة تعني مدن الحلف العشرة، حيث ضمت المدن العشر في البداية (جراسا (جرش) ، فيلادلفيا (عمان)، جدارا (أم قيس)، كانثا (أم الجمال)، هيبوس (الحصن)، دايون (ايدون)، بيلا (طبقة فحل)، سكيثوبوليس (بيسان)، أبيلا (حرثا)، دمشق، وبوسطرا (بصرى) ) وكما نرى ثمان منها أردنية ثابتة، لاحقاً انضمت مدن أخرى كجادورا (السلط) وبيت رأس.

وبدأ الرومان بإنشاء النفق في القرن الثاني الميلادي بعصر الإمبراطور هارديان عام 130 ميلادي، واستمر العمل فيه أكثر من ثمانين عاماً غير متواصلة.

ويتم تزويد النفق بالمياه من عشر ينابيع قوية على الأقل لغاية الآن، تبدأ بالتفرعات وتنتهي بالنفق الأساسي، يعزز النفق بعيون وأودية، وظيفتها استقدام أكبر كمية من الينابيع والأمطار لتغذية المدن وخاصة في الحروب.

ومن اللافت للانتباه أن النفق يحتوي غرف خاصة بإقامة العمال، كما أنه مجهز بأماكن مخصصة لوضع الإضاءة والقناديل كل مترين على جانبي النفق، بالإضافة لتحديد زاوية الميلان من أجل سحب المياه كل كيلو متر واحد، مع قصاره من أجل عدم تسرب مياه النفق عبر الشقوق، و درج من أجل سحب المياه في بعض المناطق.

واستطاع علماء الآثار أن يوثقوا كتابات باللغة الرومانية والعربية ظهرت على جدران النفق، ووجد ضمن النفق نفق بطابقين بين سمر وأبدر وام قيس.

ومن الجدير بالذكر أن النفق تعرض للتدمير في بعض أجزائه بسبب الزلازل والعوامل الطبيعية التي نتجت عن قوة المياه الداخلة إلى النفق وهو بحاجة ماسة لإعادة التأهيل.