تبدأ صناعة مكانس القش بتحضير القش الجاف من خلال ترطيبه بالماء حتى يسهل العمل به، ثم يتم فرزه حسب ثخن القشة ونعومتها، حيث لكل قشة وظيفة محددة في جسم المكنسة، وتأخذ كل قشة اسمها حسب هذه الوظيفة، فهناك قش "الحشوة" الذي تبدأ به أول مرحلة وتحشى به قلب المكنسة، ثم يستخدم القش "القلاب" الذي يتم قلبه وتنعيمه لصنع قبضة المكنسة، ثم يضاف قش "الستارة" الذي يستر الحشوة ويغطيها من الخارج.
بعد ذلك تأتي مرحلة "المزايرة" وهي عبارة عن شد جسم المكنسة بين قطعتين من الخشب تسمى "الزيارة"، ويتم خلالها طرق القش بمطرقة خشبية خاصة لفرد وتوزيع القش بشكل متناسق حتى تأخذ المكنسة شكلها النهائي، تبدأ بعد ذلك عملية خياطة المكنسة لشد القش بعضه مع بعض وتمتين المكنسة، بعد الانتهاء من خياطة المكنسة يتم قص نهايتها بشكل متساو. عند الانتهاء من صنع كل المقشات توضع جميعها في غرفة التبخير طوال الليل، التي يستخدم فيها غاز الكبريت، الذي يعطي المكنسة لوناً متجانساً، بعد عملية التبخير يتم فرد المكانس في الهواء الطلق تحت أشعة الشمس حتى تجف تماماً، ثم تأتي المتعة الحقيقية عند استخدام الرسومات على المقشة المنسوجة لتتحول إلى لوحة فنية.
هذه الصناعة التقليدية يعتبرها البعض من التراث الفلكلوري الهام حيث مازالت موجودة في معظم المنازل، والبعض يعتمد عليها كمصدر لرزقه، وتقسم المقشات إلى نوعين، المقشة الخشنة التي كانت تستخدم للتنظيف في أرض الديار الترابية، وتصنع قديماً من نبات "الأسل"، وهو نبات شوكي ينبت على ضفاف السيول والأنهار، أما المكنسة الناعمة فكانت تصنع من بقايا عيدان الذرة الحمراء أو من عيدان القصب، حيث كان هناك أنواع من القصب تكون في أعلاها قطع بأحجام صغيرة، تجمع هذه القطع وتصنع منها المكنسة الناعمة، وتتم صناعتها عبر أدوات بدائية قديمة تتكون من المسلة والخيوط ونبات القش.