شارك
|

قصر البنات في الرقة.. قطب العالم ورمز القوة المتعاظمة

تاريخ النشر : 2015-10-07

خلال التنقيبات الأثرية التي قامت بها المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية اكتشفت البعثات خمسة قصور بناها العباسيون في الرقة، وكان واضحاً مدى ضخامة القصور العباسية والأهمية التي أولاها العباسيون لبناء القصور والترف والبذخ في البناء.


قصر البنات الذي اكتشف في مطلع الثمانينات هو أحد تلك القصور، وليس لتسمية هذا البناء بقصر البنات أي مصدر تاريخي ويبدو أن هذه التسمية محلية، وقد تحدّث ابن رشد عن وجود مدرستين وبيمارستان بناه نورالدين الزنكي ما زالت آثاره موجودة داخل القصر، ويغلب على طابع بناء القصر استخدام اللبن الطيني المجفف بالشمس والجص والخشب، ويُظن أن الرشيد كان هدم أجزاء كبيرة من هذا القصر وأعاد بناءه بالآجر.


يتألف قصر البنات في الوسط من ساحة مربعة الشكل طول ضلعها نحو 100م ولها أبراج مربعة عند الزوايا ذات أواوين محورية موجهة نحو الخارج. ولا يوجد إلى جانب هذه الأواوين التي كانت تستخدم لأغراض الاستقبال والتشريفات أي غرف أخرى، وللقصر سياج على شكل دائرة كاملة بقطر 500 م وطرق عبر بوابات البناء تقع على المحور الرئيس.


يقول الباحث الأثري ميخائيل ماينكه الذي شارك في حفريات منطقة القصور العباسية في الرقة بين 1982- و1983 في دراسة له "ومما لا ريب فيه أن قصر البنات - بحسب التسمية المحلية - كان يعني رمزاً للقوة المتعاظمة وعندما يكون الخليفة موجوداً فيه كان يستخدم الأواوين للاستقبال والتشريفات، وقد أصبح هذا المكان قطب العالم. وبناء عليه فإن الهدف من إقامة هذا المبنى هو أن يكون مقر إقامة للخليفة.


وهارون الرشيد هو الخليفة العباسي الوحيد الذي أقام في الرقة مدة 12 سنة ولم يعد إلى بغداد إلا عندما توفي عام 809 م، وبعد عودة الخلافة إلى بغداد بعد 12 عاماً استُخدم هذا القصر كغيره من قصور العباسيين في الرقة منتجعاً صيفياً موقتاً، ويستدل على ذلك من بعض النقود التي عُثر عليها في أرض القصر التي تنتمي إلى عهد خلفاء هارون الرشيد.


عدد القراءات: 11694

اخر الأخبار