شارك
|

قصر "هرقلة".. آبدة أثرية تذكارية في الرقة

تاريخ النشر : 2015-10-15

قصر هرقلة أحد قصور الرقة الفريدة في سورية، يقع على بعد 7 كيلومترات من مدينة الرقة الواقعة على نهر الفرات، أنشأه "هارون الرشيد" تخليداً لذكرى الانتصار الكبير على الروم وفتح وتحرير مدينة "هرقلة".

 

لقصر "هرقلة" شكل مربع أبعاده 100×100م، يتربع فوق السطح على هيئة مسطبة طولها وعرضها متساويان، ويصل ارتفاعها إلى أكثر من ستة أمتار، له أربعة أبراج ضخمة دائرية الشكل، أضلاعه الثلاثة أواوين تنفتح نحو الخارج قبالة أربع بوابات كبيرة تتوضع على سور دائري يحيط بالقصر، حيث ذكرها كل من "المسعودي" و"ياقوت الحموي" و"الطبري" على أنها بناء عجيب من أعمال الخليفة "هارون الرشيد"، وخلافاً لأغلب المواقع الأثرية فإنَّ هرقلة ينفرد عن غيره من المواقع الأثرية الأخرى من العصر العباسي بأنه الموقع الأثري الوحيد الذي ما زال يحمل اسمه الأساسي القديم.

 

ومما ساعد الباحثون في التعرف على المعالم الأثرية "لهرقلة" الصور الجوية التي حصلوا عليها من المعهد الفرنسي للدراسات العربية "بدمشق"، وكانت هذه الصور قد أعدت أثناء الدراسة الطبوغرافية والتاريخية التي أعدها كل من العالمين "سارة وهرتزفيلد" في بداية القرن الماضي، وهذه الدراسة أوضحت عدة أمور منها "ظهور المصطبة المربعة" التي تخفي في باطنها أقسام المبنى الرئيسي للمنشأة المعمارية، و"ظهور قناة سطحية جافة" قادمة من جهة الغرب وتتجه نحو مدينة الرقة، وهذه القناة تقطع الجزء الجنوبي من السور، وعنها أشار السيد "هرتزفيلد" بأنها ربما تكون هي قناة النيل أو نهر النيل الذي اشتقه الخليفة "هارون الرشيد" من الفرات لإرواء الأراضي الواقعة شمال غرب الرقة والتي لا يمكن سقيها من نهر البليخ القريب من هذه الأراضي بسبب ارتفاعها الملحوظ عن مستوى مجرى النهر".

 

وينسب المؤرخون والبلدانيون العرب آثار "هرقلة" إلى الخليفة العباسي هارون الرشيد، ومصدر التسمية هو مدينة هرقلة ببلاد الروم (موقع أريجلة في تركيا حالياً)، وكان الخليفة الرشيد قد غزاها في عام 806م، وحقق نصراً مبيناً على جيوش "نيقفور" ملك الروم.

 

و ضرب أهل "الرقة" في "هرقلة" الأمثال، فقيل "أبعد من هرقلة"، أو فلان ساكن "هرقلة"، نظراً لبعدها عن مكان سكنهم الأول، ولسيادة اعتقادهم أن الجنَّ تسكن الأماكن غير المأهولة بالبشر، فإنَّهم كانوا يعتقدون أنَّ الجنَّ قد سكنها، فكانوا يتجنبون المرور بها، وهي اليوم معلم أثري هام.
 


عدد القراءات: 13095

اخر الأخبار