شارك
|

دورا أوروبوس تضم أول كنيسة منزلية مكتشفة في العالم

تاريخ النشر : 2022-05-17
 
 بين مدينة الميادين ومدينة البوكمال في الشمال الشرقي من مدينة دير الزور تقع مدينة دورا اوربوس-الصالحية و هي مدينة أثرية  واشتهرت بكنيسة دورا أوربوس المبنية سنة 232م والتي تُعتبر أول كنيسة منزلية مكتشفة في العالم وواحدة من اقدم الكنائس المحافظ عليها .
 
 ‏دورا أوروبوس هذة المدينة الأثرية السورية الهامة في وسط بادية الشام ومحاطة بثلاث هضاب ووادي  ومن ناحية الغرب تطل على البادية السورية وصولاً حتى تدمر التي كانت تربطها معها روابط وثيقة تركت أثاراً واضحة على الصعيد التجاري والثقافي والعسكري، وكسائر المدن القديمة كانت دورا أوروبوس محاطة بسور مع أبراج مراقبة، ومن أهم بواباتها التي بقيت صامدة حتى اليوم بوابة تدمر، وكان لديها بوابة أخرى تطل على الفرات ولكنها تآكلت بفعل العوامل الجوية والمياه. في العصور الأولى لتأسيس المدينة لم تكن دورا أوروبوس مدينة حربية مهمة، بل ربما كان فيها مجموعة من الجنود لحراسة طريق القوافل.
 
 
لقد استعاض السلوقيون عن تدمر بدورا أوروبوس، التي أصبحت المحطة السورية الأولى لطريق الحرير القادم من الصين ومن ثم إلى حمص إلى الساحل السوري على البحر الأبيض المتوسط، الذي كان بحق بحيرة سورية كبيرة، حيث أن البحارة السوريين جعلوا منه ليس فقط مكانا لمرور القوافل والمبادلات التجارية من الساحل السوري إلى أوروبا والعالم، بل ملتقى للأفكار والمبتكرات والمعتقدات والتمازج الثقافي و مركز مهم للتجارة والصناعة والزراعة، حيث أصبحت تشرف على الأراضي الخصبة ما بين النهرين، ويدل على ذلك عدد المباني الإدارية المحيطة بالسوق المركزي، إضافة إلى توسيع سور المدينة ليحوي المزيد من البيوت والمباني، والعديد من المعابد المنتشرة في أرجاء المدينة
عام 230م بعد أن نجح الساسانيون في تولي زمام الحكم في فارس، قاموا بتدمير دورا أوروبوس تدميرا كبيرآ لتصبح منطقة مهجورة منذ ذاك التاريخ حتى عام 1920 تاريخ بدء التنقيب عن آثار هذه المدينة.
ورغم أن تاريخ هذه المدينة تراوح بالانتماء بين البابلية والسلوقية والرومانية إلا أن ثقافة أهلها بقيت متأثرة بالحضارة السريانية والتدمرية المحيطة بها.
 
في نيسان عام 1920 قامت الكتيبة الهندية من الجيش الإنجليزي والتي كانت تخوض آخر المعارك في هذه المنطقة من سورية ضد الجيش العثماني، بحفر خنادق دفاعية بجانب سور المدينة، فتكشف لهم لوحتان جداريتان الأولى تمثل كاهن سوري، والثانية تمثل ضابط روماني يقدم الأضاحي لآلهته.
في عام 1934 اكتشفت البعثة أمريكية في دورا أوروبوس قطعة من مخطوط كتبه تاتانيوس السوري، مؤسس فرقة "المتزهِّدين"وهي واحدة من سبع مذاهب نسكية مسيحية، وهو باللغة اليونانية. وكان قد تُرجِم إلى عدة لغات منها اللاتينية والأرمنية والعربية.
وقد علَّق عليه القديس أفرام السرياني (القرن الرابع.م). وهو المخطوط الوحيد المتبقي من كتابات تاتيانوس التي فُقِدَت جميعاً.
 
حصلت مدينة دورا أوروبوس التاريخية الأثرية في سورية والتي تعرف اليوم ب (صالحية الفرات)، على جائزة كارلو سكاريا الدولية للمنتزهات الأثرية لعام 2010. ولقد تسلمت مديرية الآثار السورية الجائزة في حفل أقيم في العاصمة الإيطالية.
 
 
مارينينت رحال

عدد القراءات: 4173