شارك
|

خان أسعد باشا شاهد على عظمة أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ

تاريخ النشر : 2022-07-09
هو أرقى و أكبر خانات دمشق القديمة مساحته 2,500 م  مربع (فيه 84 غرفة و ،9قباب) ويقع الخان  وسط سوق البزورية أحد الاسواق التراثية في المدينة القديمة.، بناه الوالي أسعد باشا العظم و تم تشييده عام 1753.
 
أن كلمة خان مشتقة من الفارسية وتعني المبيت  وكانت الغاية من بنائه في تلك الفترة هي وجود مكان لتبادل البضائع واستراحة التجار، حيث إن دمشق تقع في موقع استراتيجي على طريق الحرير و لقد  ازدهرت دمشق اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، في فترة حكم أسعد باشا الذي كان مستقلاً نوعاً ما عن الأوامر السلطانية في الأستانة.
 
              
 
و يتميز الخان بهندسته البديعة التي تختصر حضارات مرت على دمشق بدءاً من الإغريقية والرومانية وصولاً إلى الإسلامية، ويبقى شاهداً على عظمة أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ، وانعكاساً على انفتاح أهلها الفكري والثقافي.
 
 ويتألف الخان  من طابقين الأرضي مكون من 40 غرفة تتوزع على 11 جناحاً، والتي كانت مخصصة لتخزين البضائع والسجلات التجارية لتدوين الصفقات و الطابق الثاني مؤلف من 44 غرفة وهي غرف إفرادية خصصت لمنامة التجار، وتختلف عن نموذج الطابق الأرضي بالإضافة إلى وجود غرفة الخانجي وهو مدير الخان، حيث إن غرفته كانت مطلة على السوق ليراقب حركة السوق والقوافل الداخلة إلى الخان.
 
 ‏كما يوجد 4 أعمدة تحمل 9 قباب متناوبة بالارتفاع لتوزيع الضوء والهواء، وإحدى تلك القبب مفتوحة وهي القبة التي فوق البحرة.
و لا تزال بوابة الخان  الكبيرة موجودة  منذ بنائه قبل نحو 270 عاما الى الان و تحتوي على مقرنصات شكلها محدب تشبه حذوة الفرس وهي مزيج من المقرنصات الأيوبية والمملوكية بحسب التسلسل التاريخي، فالأيوبية محدبة جدا وفي منتصف البوابة يوجد كتابة تمجد أسعد باشا كوالٍ لدمشق بالخط الكوفي و على طرفي البوابة يوجد 3 أعمدة مزخرفة وهذه الزخرفة من الفترة اليونانية السورية وترجع للفترة الهلنستية التي أسس فيها سلوقس نيكاتور الدولة السورية 312 قبل الميلاد، ويوجد أيضاً على طرفي البوابة سبيلان ماء ومازالا يعملان حتى يومنا هذا، والمياه من نبع الفيجة.
وعند العتبة الأولى يوجد قوسان دائريان هي التي تفضي إلى المدخل الثاني والقوس يعود إلى الفترة الرومانية، و المدخل طويل يؤدي إلى باحة الخان ودرجين جانبيين للطابق الثاني، وسقفه مزخرف بأشكال هندسية وزهرة اللوتس المستقاة من الحضارة العربية الإسلامية.
           
 
و في عام 1759م تعرضت دمشق لزلزال مدمر تهدم على أثره عدد من القباب وتعرض الخان لحريق ادى  الى فقدان السجلات والكثير من المعلومات والوثائق المتعلقة بالخان وفي بداية القرن التاسع عشر  دخل تجار سوق البزورية إلى الخان ورمموه بشكل بسيط حتى لا ينهار وباعوا المحلات التجارية التي كانت جزءاً من الخان وأصبحت المحال أملاكاً خاصة واستمروا على هذا النحو لحوالي عام 1979 – 1980 حتى استملكته وزارة الثقافة والمديرية العامة للآثار و  بدأت عملية ترميم الخان التي استمرت 25 عاماً.
 
مارينيت رحال

عدد القراءات: 3473

اخر الأخبار