أنشأ سكان أحياء حمص القديمة منذ القدم، عدداً من المنشآت العمرانية للوصل بين أبنيةِ الحي الواحد، والتي تعرف باسم "السيباطات."
والسيباطات ، جمعٌ مفردهُ سيباط ، كما هو متعارف عليه باللهجة المحلية لأهالي مدينة حمص، حيث أكد بعض الكتاب أن أصل هذه الكلمة يعودُ إلى اللغةِ الفارسية، وتعني الظل والحماية والملاذ الذي يقي الثياب من المطر.
أصبحت السيباطات طابعاً تتميز به أحياء مدينة حمص، كما أنها باتت عاملاً للتميز والتعريف بالأحياء التي توجد فيها، وما يزيدها جمالاً تلك النقوش التي تزينها، وتضفي عليها طابعاً معمارياً مميزاً .
السيباط هو بناءٌ يصلُ بين طرفي طريقٍ أو زقاق أو بنائين ويستفاد منه للوصول بينهما، ويبنى على الأغلب من الحجر العقد، وهو يتخذ شكلاً مستقيماً، كما يتخذ في بعض الأحيان شكلاً متصالباً يصل بين تقاطع أربعةِ أزقة، كما في سيباط "بيت القاضي" الذي تبنى عليه عدة حُجرات، وتسمى هذه الحُجرات "الشرفة" كما في أبنيةِ الأندلس القديمة ، حيث كانت محط اهتمامٍ، وتزين بالنقوش والمقرنصات.
يبلغ عدد السيباطات في حمص 20 سيباطاً، يوجد معظمها بجانبِ دورِ العائلات الكبيرة ، وكانت تسمى غالباً باسم العائلة التي بنتها أو سكنتها، كسيباط بيت الدروبي.وسيباط الخانكان ، الذي يقع غربي جامع البازر باشي.
وأيضاً سيباط آل الجندي الذي يقعُ في المنطقة الغربية شرقي جامع النوري الكبير، ويعودُ بناؤهُ إلى القرن التاسع عشر .
وسيباط الأتاسي المقام بمنطقة باب المسدود والزاوية الذي استفيد في بنائه من نمط البناء الحديث في عمل شرفة بدرابزين حديد و التي تعود إلى بدايات القرن الماضي.
ومن السيباطات المشهورة أيضاً سيباط القاضي، ويعود تاريخه إلى أكثرَ من أربعمئةٍ وخمسينَ عاماً تقريباً، وهو السيباط الوحيد في سورية الذي يصل طوله إلى أكثر من /20/ متراً.
وكان السيباط يؤمن الظل لمن يستظلون به صيفاً والوقاية من المطر شتاءً والوصول إلى الدار المجاورة دون المرور بالزقاق إذا كانت الداران لمالك واحد.