شارك
|

البيت الأوغاريتي . "دوبليكس" قبل ثلاثة آلاف عام

تاريخ النشر : 2015-12-01

يتشابه البيت الأوغاريتي كثيراً مع بيوت أهل الجبال الساحلية الترابية التي اندثرت مع ظهور الأبنية الإسمنتية، ويختلف عنه بنوعية المواد المستخدمة في البناء، إضافة إلى وجود منازل طابقية في المدينة الحضارية الأقدم في العالم.

 

بلغ عدد سكان مدينة ‫‏أوغاريت‬ في ذروة ازدهارها وفقاً للحسابات التي أجراها الباحثون ومنهم "أ. شيفمان" الأستاذ في أكاديمية العلوم الروسية، في كتابه "مجتمع أوغاريت"، ما بين 2500 إلى 3500 نسمة، عاشوا في منطقة تبلع مساحتها نحو 25 هكتاراً، تشمل المدينة "المقدسة" حيث بناء القصر الملكي والمدينة الجنوبية ومحيطها خارج الأسوار حيث بيوت الفلاحين والعبيد.


كان هناك فروق بين منازل الأوغاريتيين، فالمنازل الأوغاريتية الغنية كانت تتألف من طابقين، ومن عدة غرف وباحة في وسط المنزل، وغرفة للمؤونة، وكان يبنى البيت من الحجر الكلسي "الغشيم" كما يسمى الآن، ويتألف الحائط من طبقتين من الحجارة المنحوتة تفصل بينهما طبقة من الحجارة الصغيرة وأغصان الأشجار، مما يشكل عازلاً طبيعياً للبيت من ظروف الحر والقر معاً، وكان يوجد في فناء كل دار بئر ماء ذات جدران حجرية، تنتهي بحجر كبير منحوت يشكل غطاء للبئر، وإلى جانب البئر كان يوجد برميل فخاري أو جلدي لتعبئة المياه، وتحت الطابق الأرضي أو في الفناء كانت توجد مقبرة العائلة.


أما منازل الفقراء، وهم من سكن خارج الأسوار الرسمية للمدينة، فيرجح أنها بنيت من الخشب، إذ لم يبق من آثارها شيء يذكر، ولربما ساعدت التنقيبات الأثرية خارج الأسوار يوماً ما في تقديم معلومات جديدة عن سكن هؤلاء، مع العلم أنه لم يكن هناك عاطلون عن العمل في المدينة التي وصلت تجارتها إلى مختلف أصقاع المتوسط.


البيوت الأوغاريتية كانت تسقف بمواد من البيئة المحلية، حيث توضع في المرحلة الأولى مجموعة من جذوع الأشجار المنظفة والموضوعة في القطران وتسند في منتصفها إلى عمود يشكل النقطة المركزية في البيت ويسمى ساموك، وهذه الكلمة بقيت في الاستخدام المحلي في الساحل السوري حتى وقت قريب، وكان يصنع من خشب الحور وينظف، ويوضع في أعلاه قوس معكوس على شكل حرف (V)، علماً أن كلمة بيت العربية هي نفسها في الأوغاريتية.

 

لم يبق من بيوت أوغاريت سوى بعض الجدران المتناثرة في أرجاء المدينة، فقد كان الزلزال الذي ضربها قوياً جداً إلى الحد الذي أسقط كل مبانيها أرضاً، وما على زائر المدينة اليوم سوى تخيل كيف كانت.
 


عدد القراءات: 9832

اخر الأخبار