تقع قلعة بني قحطان إلى الشرق من مدينة "جبلة" التابعة لمحافظة اللاذقية على بعد حوالي "25" كم تقريباً، طريقها يمر بقرية "سيانو" الأثرية ثم "كفردبيل" "الثورة" "المرداسية" وهنا تظهر القلعة التي تتوضع على قمة جبل بمساحة عشرة دونمات.

ورد تعريفها في معجم البلدان أنها حصن على سواحل حمص مقابل جبلة ومن ثم أطلق عليها اسم قلعة بني قحطان، أول تحصين بني فيها كان على يد البيزنطيين وتحديداً في العام 1030 أي قبل أن تتعرض في العام 1111م للاحتلال من قبل الصليبين الذين بنوا فيها بعض التحصينات واستطاعوا الاحتفاظ بها لمدة عشرين عاماً ثم استولى عليها سكان الجبل وأعلنوا طاعتهم للسلطان الناصر صلاح الدين الذي استولى عليها بنفسه لاحقاً.

تأخذ القلعة بأسوارها شكل التل الصخري الذي بنيت فوقه وتحيط بالقلعة بقايا أسوار ضخمة مدعمة بأبراج دفاعية، ويقع داخل القلعة خزان ماء.

سورها مبني من حجر البازلت المنحوت بدقة متناهية ويبلغ وزن الحجر الواحد ما يزيد على طن ونصف، لها أقواس وأماكن لرماية السهام ومراصد تحيط بالقلعة، أما خزانات المياه فتدل على نباهة قاطنيها في تلك الأزمان حيث كانت تنقل إلى القلعة من نبع جفونة الذي يتدفق من على سفح الجبل الجنوبي للقلعة بواسطة أنابيب فخارية، حيث كانوا يمدون لها الماء من النبع بواسطة شجر الدفلة حيث كان يتم نزع لب الشجرة والإبقاء على قشرها الذي كان مرناً ولا يسرب ماء ومن ثم يتم وصل الأجزاء بعضها ببعض حتى تصل إلى القلعة.

تحتوي القلعة على حمام وقربه مسبح فينيقي ومدفن وقد عبثت عوامل الطبيعة بجزء من القلعة وحطمت معظم جدرانها وأقواسها وتيجانها، أثناء الفتح الإسلامي في عهد صلاح الدين الأيوبي تم ترميم القلعة حيث وضع في مقدمة مدخل القلعة حجر نقش عليه عبارة "ناصر الدين".

شكلها الحالي يوحي بأنها كانت استراحة ملك أو حصن دفاعي تابع لقلعة معينة لأن صغر حجمها لا يوحي بأنها قلعة إلا أن الخبراء الذين زاروها والمنقبين أكدوا أنها قلعة.

يقال: في الماضي احتمى بها حوالي (400) مقاتل تترأسهم امرأة ونسبةً لهذه المرأة سميت القلعة باسم "حصن السيدة العجوز" قبل أن يتم تسميتها "قلعة بني قحطان".