شارك
|

"باب بغداد في الرقة" لغز غامض حير العلماء

تاريخ النشر : 2016-01-21

حاول العالم الأثري الألماني أرنست هرز فيلد معرفة حقيقة "باب بغداد" في مدينة الرقة، فأرجعه إلى عهد "هارون الرشيد"، الذي نقل إدارة حكمه إلى الرقة عام 796، إلا أن العالم البريطاني كريزول نسب هذه البوابة إلى عهد المنصور 772، ثم قال إن الطبري ذكر أن "الرافقة" قد بنيت على نمط بغداد من حيث البوابات والفصيل والرحبة والشوارع. ويقع "باب بغداد" في الزاوية الجنوبية الشرقية على السور الخارجي بارتفاع 5.20م، أما فتحة الباب فهي بارتفاع 2.5م يعلوها قنطرةٌ ذات قوسٍ مكسور, وعلى جانبي الباب حنيتان زخرفيتان.


لقد درس كريزول واجهة "باب بغداد"، وتصور أنها لا بد قد كانت برجاً مستطيلاً قائم الزاوية مع مدخلٍ مقنطر بديع وسط الواجهة، وإلى جانب المدخل توجد حنيةٌ كبيرةٌ قليلة العمق على شكل حذوة الفرس فيها أربعة صلبان معقوفة ضمن خمسة مربعات، وتشكل أكمل وأنضج أسلوب ، وفي أعلى الواجهة توجد ثماني حنياتٍ بديعة التكوين، كل منها مقنطرةٌ ضمن ثلاثة فصوص، قائمةٌ على أعمدة نصف دائرة، ويبدو أنها فقدت ثلاث حنياتٍ في الجانب الشمالي من الواجهة، التي كانت خلفها غرفةٌ مستطيلة عليها قبةٌ معقودة.


أما الباحث الإنكليزي جون وارن فقد تقدم في سنة 1978 بمحاولةٍ لتحديد تاريخ بناء "باب بغداد" معتمداً على تاريخ تطور الأقواس الرباعية، فكان أكثر من اقترب من التاريخ الحقيقي لبناء الباب، عندما قال إن بناءه كان بعد القرن الحادي عشر الميلادي، وأن الضرورة اقتضت إضافته إلى أسوار المدينة ,ومن المتوقع أن يكون اللغط الذي دار حول "باب بغداد" قد نشأ بسبب التسمية الخاطئة له، والتي جلبها أوائل سكان الرقة الجدد ، الذين تجمعوا حول أول مخفرٍ بني في مدينة الرقة في العهد العثماني عام 1865، لأن الرحالة الألماني إدوارد شاو عندما زار الرقة في عام 1873 لم يجد داخل الأسوار القديمة سوى بعض بيوت الشعر السود، وعندما زارت الرحالة الإنكليزية الليدي آن بلنت الرقة عام 1878 لاحظت بعض التجار الحلبيين يقيمون حول المخفر، ومعهم حوالي سبعة عشر بيتاً أو داراً مبنية من اللبن.

 


عدد القراءات: 9228

اخر الأخبار