شارك
|

قلعة سمعان.. البداية من صخرة القديس سيمون

تاريخ النشر : 2016-02-10

تقع قلعة سمعان فوق بناء صخري ارتفاعه 564 م عن سطح البحر شمال غربي مدينة حلب بـ 25 كم، وتقع بالقرب منها قرية صغيرة مأهولة بالسكان تدعى “دير سمعان” وقد ارتبطت حياة هذه القرية لفترة من الزمن فيما مضى من الناحيتين الاقتصادية والتاريخية بقلعة سمعان، وكانت هذه القرية قائمة قبل قيام قلعة سمعان في العصر البيزنطي حيث كانت تسمى تيلانيسوس.
سميت بقلعة سمعان نسبة للقديس سمعان، ففي السنة 423 م اعتلى القديس سمعان الذي بلغ 34 من عمره، صخرة أصلها في الأرض ونحت الصخرة على شكل مربع.
ولد سمعان أو سيمون عام 368 للميلاد في بلدة (سيس) القريبة من مدينة أضنة الحالية في تركيا، كان في صغره راعياً للماشية، وانضم في ريعان شبابه إلى جماعة من النساك قرب (سيس)، وبقي معهم مدة سنتين، ثم انتقل إلى منطقة دير تلعادة جنوبي جبل شيخ بركات وأمضى هناك عشر سنوات في الصلاة والتقشف، حيث كان يتناول الطعام مرة واحدة في الإسبوع، فطلب منه مغادرة الدير لشدة أذاه على نفسه، فلجأ في عام 412 م إلى بلدة تيلانيسوس (دير سمعان) الحالية وعاش فيها ثلاث سنوات، وصام هناك 40 يوماً دون أن يأكل أو يشرب، إلى أن أصبحت عادة لديه، ثم أرتقى إلى قمة الجبل وربط نفسه هناك بسلسلة حديدية إلى صخرة، وراح الناس يقصدونه من كل صوب، فبنى لنفسه عموداً ليقيم عليه تلافياً لإزدحام الناس وتقرباً إلى الله، وظل يعلي العمود بين الحين والآخر إلى أن وصل ارتفاعه إلى 16 م، وأمضى عليه 42عاماً لحين وفاته وهو على عموده سنة 459 م
بنيت القلعة على شكل صليب على مساحة من الأرض تقدر بحوالي 5000 م2. واجهتها الرئيسية تتألف من ثلاث أقواس تستند على أعمدة تيجانها مزينة بأوراق نبات الخرشوف وهي مائلة باتجاه الريح وهذا النوع من التزيينات النباتية مألوف في العمارة السورية في القرن السادس الميلادي. تتألف الكنيسة من أربعة أقسام يتوسطها شكل مثمن يقوم في وسطه العمود المقدس الذي كان يتعبد فيه القديس سمعان.
يتكون كل قسم من ثلاثة أروقة، رواق كبير في الوسط وآخران أقل عرضاً على الجانبين، تفصل هذه الأروقة صفان من الأعمدة، يتألف كل صف من ستة أعمدة لا تزال قواعدها منظورة، ففي الضلع الجنوبي يتشكل المدخل الرئيسي للكنيسة الكبرى، تحوي هذه الواجهة أربعة أبواب يفضي إثنان منها إلى الرواق الكبير، أما البابان الآخران فيفضي كل منهما إلى رواق جانبي يقابله.
الضلع الشرقي هو أهم ضلع وأجمل جناح في الكنيسة، وخصص لإقامة الطقوس الدينية وهو أطول من بقية الأجنحة بـ 7 أمتار حيث طوله 32 م إضافة إلى 6 م للحنية الوسطى وأرضية هذا الجناح مرصوفة بالفسيفساء ،وأحيطت بها عدد من الأسوار وأبراج، فبلغ عدد الأبراج المقامة فيها 27 برجاً على السور وبتلك التحصينات أصبحت كنيسة سمعان منيعة يصعب النيل منها بسهولة


عدد القراءات: 11353

اخر الأخبار