شارك
|

البيوت الدمشقية.. فضاء للروح والجسد

تاريخ النشر : 2016-03-09

باحات البيوت الدمشقية الجميلة باشجارها واصص ورودها وبحيرات الماء والفسقيات الرائعة والليوان والشبابيك والنباتات المستلقية وغيرها من موجودات البيت الدمشقي القديم المتميز بعمارته المريحة والفريدة وهناك الأحجار الجميلة بفوهة البئر ودرجات السلم وحبل الغسيل الممدود على السطح .


وهناك انضواء المرأة في اطارها، تتعلق الأصوات في الفضاء كما الروائح ،فتتحرك اغطية الطناجر في المطبخ ، وينطلق وقع خطى لأن أحدهم خرج إلى الباحة والقى بالماء على الأرض ،فتسكت الحمامة وينبعث ازيز رهيف بين الأغصان الممتدة على طول الجدار.


أن البحيرة توحي ولو أنها فارغة بالماء وخريره وصفائه ،وعندما نلقي اصطل الماء على الأرض ، او نفتح الخراطيم نراه يحيي ألوان الاديم الذي يمتزج فيه الماء بظل أوراق الشجر او بلون السلحفاة. وفي الصباح والمساء ، تحتل العصافير الأشجار ،و تعزف زقزقتها ،وتتداخل الأبواب والنوافذ بسبب الكتل النباتيه الخضراء وتقاطع الأغصان والجذوع التي تنداح من الباحة فتكثر حدة صورة الأطراف في ملامستها للسماء.وتنتشر في الباحة بعض أشجار البرتقال والليمون المحاطة بمجموعة من الورود والرند الكثيف والياسمين المقنطر، والجدران مدهونة بألاصفر والأبيض مشكلة خطوط متوازية ،وفي صدر واحد منها تظهر فتحة بشكل بوابة يحيط بها ديوان عليه يستلقي التاجر الدمشقي في المساء متقيا رزاز الندى البارد في حين تهمس مياه النافورة وينبعث من بين الأشجار نور خفيف من الزجاج الملون .


عدد القراءات: 17828

اخر الأخبار