شارك
|

"المدخل" معلولا (بالسريانية: ܡܥܠܘܠܐ)

تاريخ النشر : 2017-03-16

 

معلولا (بالسريانية: ܡܥܠܘܠܐ) مدينة سورية تقع في شمال شرق دمشق على بعد حوالي 56 كم، وترتفع عن سطح البحر بحوالي 1500 متر. اسمها يعني "المدخل" بحسب اللغة الآرامية التي ما زال سكان معلولا يتحدثون بها.

 

تشتهر بوجود معالم مسيحية مقدسة ومعالم قديمة مهمة يعود تاريخها للقرن العاشر قبل الميلاد. كما أن سكانها من المسيحيين والمسلمين ما زالوا يتكلمون باللغة الآرامية (السريانية) لغة المسيح حتى اليوم بجانب اللغة العربية كما في قرية جبعدين وبخعة.

 

يعتبر مناخ معلولا كمناخ جميع المناطق المرتفعة في بلاد الشام , فالشتاء بارد جداً و غالباً مثلج و الصيف معتدل.

 

تزدحم معلولا وأديرتها وكنائسها بالاف الزائرين في عيد الصليب الذي يصادف الرابع عشر من أيلول/سبتمبر وعيد القديسة تقلا في 24 من أيلول/سبتمبر وعيد القديسين سركيس وباخوس في السابع من تشرين أول/أكتوبر، حيث يتوافد الزوار إلى معلولا للمشاركة في الاعياد المقدسة ويتلاقى الزائرين من دول أوروبا والعالم بالزوار من سوريا وأنحاء الشرق.

 

تحتوي معلولا على معالم تاريخية متفردة أهمها الاديرة والكنائس والممرات الصخرية وعلى أثار مسيحية قديمة وهامة في تاريخ المسيحية منها كنيسة بيزنطية قديمة وأضرحة بيزنطية منحوتة في الصخر في قلب الجبل، كما يوجد فيها دير مار تقلا البطريركي. تتميز بيوت بلدة معلولا بارتفاع بعضها فوق بعض طبقات بحيث لا تعلو الطبقة الواحدة منها أكثر من ارتفاع بيت واحد لتتحول بذلك سطوح المنازل إلى اروقة ومعابر لما فوقها من بيوت لتكون ذات طابع متميز. أما الأوابد والأحجار الضخمة والكهوف والمغارات المحفورة في الصخر التي سكنها الإنسان القديم فتحكي قصة تاريخ آلاف السنين منذ العهد الارامي الذي كانت فيه معلولا تتبع مملكة حمص إلى العهد الروماني الذي سميت فيه معلولا سليوكوبوليس وإلى العهد البيزنطي الذي لعبت فيه دوراً دينياً مهماً عندما أصبحت بدءً من القرن الرابع مركزاً لأسقفية استمرت حتى القرن السابع عشر.

 

بني دير مار سركيس وباخوس في القرن الرابع الميلادي على أنقاض معبد وثني وسمي باسم القديس سركيس أحد الفرسان السوريين الذين قتلوا في عهد الملك مكسيمانوس عام 297 م ولا يزال هذا الدير محتفظاً بطابعه التاريخي العريق.

 

ويضم دير مار تقلا رفات القديسة تقلا ابنة أحد الامراء السلوقيين وتلميذة القديس بولس وماءً مقدساً للتبرك، ويقع في مكان بارز من القرية ويطل من جوف الكهف الصخري الذي عاشت فيه بعد هروبها من أهل السوء حيث لا يزال هذا الكهف ظاهراً حتى اليوم وفي رحابه بني دير مار تقلا الذي بقي حتى الآن رمزاً للقداسة وحياة القديسين.

 

وتعيش اليوم في دير مار تقلا رهبنة نسائية ترعى شؤونه وتعتني به وبزائريه الذين يأتون إليه من كل صوب ومن كافة أنحاء العالم للتبرك وللزيارة. وإذا أمعن الزائر النظر من سطح الدير إلى الصخور المحيطة شاهد القلالي (اي غرف الانفراد المحفورة في الصخر) التي كانت خلوات للمتوحدين الرهبان الذين ينصرفون إلى الصلاة والتأمل والتقشف والزهد مما يدل على أن معلولا كانت مدينة رهبانية مقدسة ترتفع منها الصلوات والتضرعات ليلاً نهاراً إلى الله.

 

تمتاز معلولا بما يسمى فج مار تقلا وهو شق في الجبل يحدث ممراً ضيقاً من طرف الجبل إلى طرفه المقابل وفي هذا الشق ساقية ماء تزيد وتنقص وفق الفصول والمواسم يتقاطر عليها الناس من كل مكان ليرشفوا من مياه بركاتها وينالوا نعمة الشفاء من المرض والطهارة والنقاوة. يقسم الفج القرية إلى شطرين ونشأ من حسب بعض الحكايات الشعبية القديمة التي تقول انه حين أراد المسيح حماية القديسة تقلا التي هربت من حكم الموت الذي صدر بحقها فكانت العجيبة التي أبقت الفتاة الهاربة (مار تقلا) في شطر والجنود الرومان في الشطر الاخر حسب الروايات، ويتميز هذا الفج من بدايته حتى أعلى الجبل بوجود الغرف والخلوات المحفورة بالصخر وعلى مستويات مختلفة انها من عجائب الطبيعة تراها هنا.


عدد القراءات: 15108

اخر الأخبار