شارك
|

مصياف.. رواية الحضارة والصمود للعالم أجمع

تاريخ النشر : 2017-03-28

 

مصياف مدينة سورية تقع جنوب غرب مدينة حماة على مسافة 48 كم، ترتفع المدينة عن سطح البحر بما يقارب الـ 450 متراً وهي تقع على تقاطع خط الطول 36 شرقا مع خط العرض 35 شمالاُ تحيط بالمدينة مجموعة جبال أهمها جبل المشهد بارتفاع يبلغ 1027م تقريباً وجبل عين (الخنازير) بارتفاع 779 م تقريباً، وتأخذ المدينة موقعاً متوسطا بين الجبال الساحلية والسهول الداخلية من سورية، وتشتهر بوجود سرعه عالية للرياح فيها، وكان يطلق على مصياف اسم مصياد (لكثرة الصيد فيها) ومصيات وباللهجة العامية حاليا مصييت.

 

الاقتصاد

تعتمد على التجارة، فنجد في السوق الرئيس والسوق الصغير عدد كبير من المحلات التجارية التي تبيع مختلف السلع لسكان القرى من ألبسة وأطعمه وخدمات، ويوجد أيضاً معمل كبير للأحذية، ومعمل صغير للسجاد، أما قرى مصياف فتعتمد على الزراعة وخاصة الزيتون والتين والعنب والخضراوات.

 

ارتبط اسم المدينة باسم قلعتها التي تربض في وسطها على كتلة صخرية امتدت من الشمال إلى الجنوب وتعود إلى المرحلة الرومانية والبيزنطية وقد بنيت كقاعدة عسكرية لتأمين الطرق العابرة من الساحل إلى الداخل عدى عن تأمينها شبكة مواصلات ومسالك كانت هامة بالنسبة للرومان والبيزنطيين فهي تؤمن الطريق إلى طرابلس الشام مروراً بوادي النصارى وحصن سليمان وبرج صافيتا ثم إلى أنطاكية مروراً بقلعة أبو قبيس وحارم وإلى البقاع اللبناني عبر قلعة عكار وإلى حمص عبر قلعة بعرين وسهل حمص وإلى حلب عبر برج جرجرة وحماه فمعرة النعمان وهذه الطرق والمسالك كانت تعبرها أيضاً القوافل التجارية وهذا أعطى القلعة أهمية اقتصادية بالإضافة إلى أهميتها العسكرية، ويزنر القلعة سور دفاعي ما زالت معظم أجزائه موجودة من الجهة الشرقية أما بقية الاتجاهات اختلط فيها مع البناء وله أبواب ارتبطت تسميتها بالاتجاهات الأربعة، لم يبق منها سوى باب واحد ما زال يحتفظ بشكله، أما غرب المدينة وعلى قمة جبل يجاور جبل (المشهد) فتقع قلعة أخرى هي قلعة (القاهر)

وقد بنيت في عهد سنان راشد الدين الذي تميزت فترته بالاستقرار وقد استقطبت مصياف العديد من الفلاسفة والشعراء والدعاة : مزيد الحلي – نور الدين أحمد – محمد الرفني – حسن البزاعي.

 

قلعة مصياف

قلعة مصياف من معالم المدينة ولها أهميتها التاريخية ولاقت اهتمام ورعاية دولية حيث قامت مؤسسة الأغا خان للثقافة منذ عام 2000 بجهود مباشرة كبيرة أثمرت عن ترميم وتأهيل قلعة مصياف الأثرية وتدريب الكوادر المحلية وإعادة الاستخدام والتوظيف لبعض الفراغات في القلعة لاستخدامها مركزا للزوار والسياح وصالة معارض، بالإضافة لتزويد القلعة بالمرافق الضرورية والخدمات اللازمة من أجل تقديم القلعة للزوار والسائحين بشكل مناسب.

شملت أعمال الترميم أيضا سوق المدينة الأثري فأخذ السوق حلة جديدة تؤكد على مبدأ الحفاظ على تراث المدينة ويعتبر القرن الثاني عشر الميلادي بمثابة العصر الذهبي لهذه المدينة من ناحية القوة والنفوذ بعد أن استقر فيها شيخ الجبل سنان راشد الدين، فبنى فيها دوله قوية وشكل وقتها ما يسمى دوله مصياف.


عدد القراءات: 12037

اخر الأخبار