شارك
|

جسر دير الزور المعلق.. حكاية تراث لن يموت

تاريخ النشر : 2017-03-30

 

يعتبر أهم معلم أثري في مدينة دير الزور، ويعود تاريخ بنائه إلى زمن الانتداب الفرنسي عام 1925، وقام بتعهد الجسر الشركة الفرنسية للبناء والتعهدات تحت إشراف المهندس الفرنسي "مسيو فيفو" واستخدم في بنائه الأسلوب الغربي في بناء الجسور المعلقة، كما استمر بنائه 6 سنوات مات خلالها عدد من أبناء المدينة، حيث إن بعضاً من العمال سقطوا داخل الكتل الخرسانية التي تحمل الجسر أثناء سكب الإسمنت فيها ولا تزال جثثهم داخلها حتى الآن، وقد أنهت الشركة الفرنسية  بناء الجسر في شهر آذار سنة 1931 ويعتبر ثاني جسر معلق في العالم بعد جسر يقع في جنوب فرنسا.

                             

ويمتاز هذا الجسر العظيم بركائزه الحجرية الأربعة الباشقة، تربطها ببعضها قضبان معدنية فولاذية قاسية ربطت ببعضها ربطاً محكماً وجميلاً بأسلوب هندسي بديع، ويبلغ ارتفاع كل ركيزة 36 متراً، أما طول الجسر فيبلغ 450 متراً وعرضه 4 أمتار، وقد كلف إنشاء هذا الجسر مليون وثلث المليون ليرة سورية في ذلك الحين، وفي عام 1947 نُوِر بالكهرباء وفي عام 1955 صبغ باللون الأصفر وأنير الجسر بأنوار ملونة في غاية الجمال تنعكس ليلاً على مياه النهر، وهو يصل بين منطقتي الجزيرة والشامية.

 

ومما يذكر تاريخياً عن بناء الجسر وبداية استخدامه أن أهالي دير الزور كانوا يخافون المشي عليه لكثرة اهتزازه وخاصة عندما تمشي عليه السيارات، ما دفع المهندس الفرنسي إلى المغامرة ليثبت للأهالي سلامة الجسر فقام هو وعائلته بالركوب في قارب والوقوف تحت الجسر تماماً وطلب أن تسير ثماني سيارات دفعة واحدة فوق الجسر المعلق، فمرت السيارات بأمان وتيقن أهالي الدير أن الجسر آمن.

 

وللجسر المعلق خصوصية كبيرة عند أهالي دير الزور إذ طالما ذكر في قصائد الشعراء ولطالما كان لأهالي المدينة ذكريات هناك، فلا يكاد يخلو منزل في دير الزور من صور أفراده فوق الجسر، وإليه كان يشكي العشاق حالهم إضافة إلى ذلك كان الأهالي يتسابقون للقفز من على الجسر باتجاه المياه ويتنافسون في إظهار الشجاعة والبراعة في السباحة، بل إنه من عادة أهل دير الزور حين زف عروس إلى زوجها أن يأخذوها لتسير فوق الجسر أو تمر بالقرب منه أثناء الزفة.

 


عدد القراءات: 17261

اخر الأخبار