شارك
|

قلعة دمشق ... رمز الصمود

تاريخ النشر : 2017-04-11

 

قلعة دمشق هي قلعة محصنة أنشئت في العصور الوسطى ، تعد من أهم معالم فن العمارة العسكرية والإسلامية في سورية في العصر الأيوبي، وأدرجت في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي عام 1979 ميلادي.

 

تقع في الركن الشمالي الغربي من أسوار مدينة دمشق، بين باب الفراديس وباب الجابية وهي جزء من مدينة دمشق القديمة، ويحيط بها خندق عرضه حوالي 20 مترا.

 

موقع القلعة الحالي أنشأ في سنة 1076 م بواسطة آتسيز بن أوق أحد أمراء الحرب التركمان، (وعلى الرغم من أنه من الممكن أن تكون قد أنشئت قبل ذلك ، ولكن لم يثبت أي دليل أن القلعة قد شيِّدت في هذا المكان في الفترات الهلنستية والرومانية)، بعد اغتيال آتسيز بن أوق، انهى مشروع بناء القلعة الأمير تتش بن ألب أرسلان سلطان دمشق ومؤسس سلاجقة الشام.

 

قام أمراء بوريون وزنكيون في وقت لاحق بتنفيذ بعض التعديلات وإضافة هياكل جديدة للقلعة، خلال تلك الفترة كانت المدينة والقلعة محاصرتين عدة مرات من قبل الجيوش الصليبية والإسلامية، وفي سنة 1174 م وقعت القلعة في يد صلاح الدين الأيوبي سلطان مصر، وقد جعلها مقرا لإقامته، ورممها وأضاف إليها أبنية أخرى، قام شقيق صلاح الدين الأيوبي العادل أبو بكر بن أيوب بإعادة بناء القلعة بالكامل بين عامي 1203 م و1216 م، في استجابة لتطور المنجنيق، وبعد وفاة العادل أبو بكر بن أيوب، اندلعت صراعات على السلطة بين الأمراء الأيوبيين، وعلى الرغم من أن دمشق تعاقب عليها عدة أمراء، فإن القلعة أُخذت بالقوة مرة واحدة فقط في 1239م. ظلت القلعة في أيدي الأيوبيين حتى ظهور القائد العام للجيوش المغولية كتبغا ، الذي سيطر على دمشق عام 1260، منهيا بذلك حكم الأيوبيين في سوريا، بعد اندلاع ثورة فاشلة في القلعة، استطاع المغوليون تفكيكها بسهولة.

 

بعد هزيمة المغول عام 1260 م على يد المماليك الذين نجحوا في حكم مصر، جاء المماليك إلى دمشق بعد غزوها من طرف الجيوش المغولية. وقد استمر حكم المماليك لدمشق لفترات وجيزة ما بين 1300 م و 1401 م، أما القلعة فقد سيطر عليها المماليك حتى عام 1516 م، وفي نفس السنة، أصبحت سورية في أيدي الدولة العثمانية، وقد استسلمت دمشق من دون قتال، وابتداء من القرن 17 أصبحت القلعة بمثابة ثكنات عثمانية لوحدات المشاة الإنكشارية.

 

بدأت القلعة بالوقوع في حالة سيئة في القرن 19، وقد كان استخدامها العسكري الأخير في عام 1925 م، عندما قصفت القوات الفرنسية القلعة، ردا على الثورة السورية الكبرى ضد الانتداب الفرنسي لسورية، كما واصلت القلعة لتكون بمثابة ثكنة وسجن حتى عام 1986 م، عندما بدأت الحفريات والترميمات، اعتبارا من عام 2011م، جهود التنقيب والترميم ما زالت جارية.


عدد القراءات: 15700

اخر الأخبار