هناك اعتقاد سائد بأن النمر السوري قد انقرض، لأن بعض المهتمين بالبيئة السورية وحيواناتها يؤكدون أن هذا النمر كان موجوداً بكثرة. ويقدر الباحث البيئي إياد السليم أنه مقابل كل دب بني سوري كان هناك عشرة نمور سورية في الجبال الساحلية، ويذكر أنه كان موجوداً قبل ثلاثين عاماً شمال شرق طرطوس، ويؤكد أن أحد المواطنين شاهد النمر السوري في منطقة مقامات بني هاشم شرق جبلة قبل خمسة عشر عاماً.
ويقدم السليم سبباً مقنعاً لوجود النمر السوري حياً شرق اللاذقية وفي منطقة النهر الكبير الشمالي، فيقول إنه شوهدت في المنطقة قبل سبعة أعوام أشلاء خنزير بري منهوش معلقة على جذع شجرة بارتفاع مترين، وهذا الأمر لا يقدر عليه إلا النمر السوري.
ومن طريف ما يذكره السليم أنه رغم كبر حجم النمر السوري، فإنه لا يفترس البشر ولا يتعرض لهم، ويقول «عندما تقابل هذا النمر ولو على بعد بضعة أمتار، فإنه يجثم دون حراك، وينظر إلى عينيك مهما طال الوقت، ولكنه يختفي بلمح البرق ما أن تميل بنظرك عنه». ويطالب السليم بالبحث عن هذا النمر، وتحديد أماكن وجوده وأعداده بدقة، مؤكداً أن له أهمية بالغة للإرث البيئي العالمي، لأنه مختلف عن النمر الإفريقي وكذلك الآسيوي، وقد كانت غابة الشوح والأرز في منطقة صلنفة في اللاذقية موئلاً لأعداد كبيرة من النمور السورية والدب السوري. ويعزو السليم أسباب تناقص أعداد النمر السوري إلى السموم التي كان يضعها رعاة الماعز حول قطعانهم لحمايتها، إذ كان هؤلاء الرعاة عندما يكتشفون أن قطعانهم تعرضت لهجوم، يضعون سموماً لا رائحة لها على قطع من الأشلاء ثم ينشرونها في الأحراش، فيؤدي ذلك إلى تسمم النمر الذي يتناولها ونفوقه.