يحتاج جسم الإنسان للعديد من المعادن للقيام بوظائفه المختلفة كالتمثيل الغذائي والطاقة وغيرها، ويحتل الزنك المرتبة الثانية بعد الحديد من بين المواد المعدنية النادرة التي يحتاج الجسم إليها من حيث المقدار.
وهو يلعب دورًا في نمو الجسم وفي جهاز المناعة، إضافة إلى التوازن الهرموني وغيرها من الوظائف الحيوية المهمة، ويؤدي نقصه إلى بعض المشكلات التي يجهل الناس سببها، ولهذا فإننا سنعرّف هنا بالزنك وأعراض نقصه وكيفية العلاج.
ما هو الزنك؟
الزنك عنصر معدني نادر يحتاجه جسم الإنسان، يحتوي على غرامين إلى ثلاثة غرامات منه، ويتركز في العضلات، وفي خلايا الدم البيضاء والحمراء، وشبكية العين، والجلد، والكبد، والكلى، والعظام، والبنكرياس، والسائل المنوي وغدة البروستات عند الرجال.
يوجد الزنك في الأطعمة الغنية بالبروتين سواء كانت حيوانية أو نباتية، مثل اللحوم الحمراء، المحار والأسماك، منتجات الألبان بشكل عام، الخوخ، الموز، الفريز، التوت، الفول، الفول السوداني، اللفت، البازلاء، الشوفان، السبانخ، حبوب القمح الكاملة، بذور اليقطين وجذر الزنجبيل واللوز والمكسرات.
ويكون امتصاص الزنك من المصادر الحيوانية أفضل منه من المصادر النباتية، وذلك لأن المصادر النباتية تحتوي على الفياتيت الذي يتحد مع الزنك فيقلل امتصاص الجسم له.
ما وظائف الزنك في الجسم؟
الزنك ضروري لنمو الجسم في جميع المراحل العمرية، فهو يلزم لانقسام الخلايا، ونمو الجنين في أثناء فترة الحمل، وضروري للنمو في فترة الطفولة وفترة البلوغ، ويعمل على إبطاء عملية الشيخوخة، كما أن له تأثيرًا كبيرًا على التوازن الهرموني، ويساعد في تكوين الشفرة الجينية، وأساسي لتكوين جهاز المناعة، كذلك يدخل في تكوين البروتينات وعمليات التمثيل الغذائي وتحويل النشويات إلى طاقة.
يحتاج الأطفال الذين بعمر 7 سنوات إلى 5 ملغ من الزنك يوميًا، وتقل الكمية كلما كان الطفل أصغر، أما الأطفال فوق 7 سنوات فيحتاجون إلى كمية ما بين 10-16 ملغ، ويحتاج البالغون الذكور والنساء الحوامل إلى 11 ملغ، أما الإناث البالغات فحاجتهن إليه 8 ملغ يوميًا.
وعلى الرغم من أهمية الزنك، نجد أن حالات نقص الزنك منتشرة جدًا بين الأطفال والسيدات الحوامل والمرضعات وكبار السن، وحسب إعلان منظمة الصحة العالمية فقد وصل انتشار نقص الزنك إلى 31% من الناس في العالم.
ما أسباب نقص الزنك في الجسم؟
يرجع سبب نقص الزنك إلى عدم التغذية الكافية أو لسوء الامتصاص، وقد تؤدي بعض العوامل إلى زيادة احتمال نقصه، والتي تشمل:
الحمل والإرضاع.
الإصابة بالأمراض المزمنة مثل: القصور الكلوي المزمن، السكري، السرطان، أمراض الجهاز الهضمي والكبد.
متلازمة سوء الامتصاص: هذه الفئة أو الأشخاص المصابون بمتلازمة سوء امتصاص المواد الغذائية أكثر عرضة من غيرهم لنقص الزنك.
تناول الكحول: تعاطي الكحول بإكثار لفترات طويلة يؤدي إلى الخلل في امتصاص الزنك ونقصانه.
التهاب المفاصل الرثواني: المصابون بهذا المرض عندهم مشكلة في امتصاص الزنك، ويجب أن يستفيدوا من مكملات الزنك.
الأطفال ما بين سن سبعة أشهر إلى السنة، في حال كانت التغذية معتمدة على الرضاعة الطبيعية فقط، كون حليب الأم في تلك الفترة تنقص فيه كميات الزنك.
الأشخاص النباتيون، كون الجسم يمتص الزنك من المصادر الحيوانية بمعدل أكبر من المصادر النباتية.
ما أعراض وعلامات نقص الزنك؟
بشكل عام: التهاب الجلد، تقشر الجلد، التهاب اللثة، تشقق زوايا الفم، ضعف حاستي التذوق والشم، انخفاض ضغط الدم، سوء الهضم، رائحة كريهة من الفم بسبب عدم هضم الطعام جيدًا، أمراض الأمعاء المزمنة، فقر الدم، فقدان الشهية، الإسهال المتكرر، ضعف في التئام الجروح، حدوث ضعف جنسي وعقم لدى الذكور، اضطرابات في الطمث وعقم لدى الإناث، ضعف الرؤية واعتلال شبكية العين، بطء نمو الشعر، ظهور الشيب بعمر مبكر، تساقط الشعر، وجود بقع بيضاء تحت الأظافر، تكسر الأظافر، الالتهابات المتكررة بسبب ضعف المناعة، مشاكل عصبية كالتوتر والقلق والاكتئاب واضطرابات النوم.
وقد يؤدي إلى مرض جلدي نادر يصاحبه تساقط الشعر وطفح جلدي والتهابات بثرية في الجلد، التهابات الفم كالتهاب الشفة الزاوي، والتهابات في اللسان وفي الجفون وحول الأظافر.
بالنسبة للأطفال: تأخر في النمو، حدوث تعب وهزال في الجسم، نمو العظام بطريقة غير سليمة، وقد يؤدي إلى القزامة، عرقلة التطور الجنسي.
كيف يتم العلاج؟
يعتبر تناول الزنك من مصادره الطبيعية العلاج الرئيسي لنقص الزنك وأفضل من تناوله دوائيًا، ولكن في بعض الحالات الخطيرة يتم إعطاء الفرد جرعات تتراوح ما بين 30-50 ملغم يوميًا على شكل كبريت الزنك ولفترة محدودة، لأن تناوله بكميات كبيرة ولفترات طويلة قد يؤدي إلى التسمم ويتسبب بالكثير من الأعراض الجانبية، مثل الغثيان والتقيؤ والصداع وآلام البطن والدوخة، وقد يحدث فشل في وظائف الأعضاء عند زيادة نسبته بالجسم ما قد يتسبب بالوفاة.