بناءٌ قديم يقع على تلةٍ مرتفعة مشرفة, يبدو كحصنٍ من زمانٍ مضى، يقع في قرية "الشير" التي تبعد قرابة 10 كم عن مركز المدينة، وعرف باسم مالكه "قصر شريتح" كما عرف باسم آخر هو "صور شريتح" .
هناك بين عددٍ من المباني الحديثة التي طوق قسمٌ كبيرٌ منها الأسوار الصماء، كانت بعض العائلات ما تزال تقطن داخل تلك الأسوار الحجرية التي لم تغادرها الحياة يوماً رغم تغير المفاهيم.
"صور شريتح " كما يعرفه الناس الآن هو بناءٌ مربع الشكل ذو عددٍ من الأماكن السكنية المخصصة، وفي بهوه الداخلي يعيش بعض الرجال الذين يعملون على صيانة المكان وحراسته.
هذا المكان يدعى باسم "صور شريتح" وهو بالأساس عائدٌ لشخصٍ يدعى "عمر شريتح"، وشخصٍ آخر من بيت "العجان" أما الآن فتقطنه عددٌ من العائلات التي توارثت الحياة فيه، بعد أن كانت تعمل هنا في الماضي لصالح المالك الأصلي.
وينتمي هذا المكان إلى فترةٍ سيطر فيها النظام الإقطاعي في سورية في الخمسينيات من القرن الماضي، هو يعطي صورةً عن الحياة التي كانت سائدة في تلك الفترة، لذلك فهو يعتبر الآن كمقصدٍ خاص للمؤرخين، ولشركات الإنتاج التلفزيونية التي استخدمته لتصوير عددٍ من الأفلام التي تؤرخ تلك الحقبة من الزمن، إضافةً لاستخدامه كمكانٍ أسطوري، فصور فيه بعض الأفلام في هذا المجال.
الهدف من بنائه كان ليسكنه الإقطاعي وأيضاً إيجاد مكان يستطيع فيها الإقطاعي المالك حصر ممتلكاته، من الماشية، والمحصول، وأيضاً يؤمن سكناً خاصاً للمزارعين الذين يعملون لصالحه، وبذلك يضمن مراقبة ممتلكاته، ويضمن أيضاً حمايتها من عوامل الطقس، ومن اللصوص والسارقين، ولذلك فهو مكانٌ مسورٌ جيداً ، لا نوافذ فيه، ومداخله محدودة تخضع للمراقبة من قبل شخص يدعى "الشوباصي" الذي كان يمتلك غرفةً للمراقبة تقع فوق المدخل الرئيسي، وهي ذاتُ إطلالةٍ واسعة، بحيث يحصر ذلك الرجل كل حركةٍ تتم في المكان، أو على بعد مسافة بعيدةٍ منه، وهذا هو أحد أسباب اختيار أماكن مطلة لإقامة مثل هذه الأبنية.
و يشمل المكان عدة طبقات, ففيه "قبو" و"طابق أرضي" وأيضاً "طابق علوي" حيث كان من المفروض أن يقطن الطابق العلوي صاحب المكان "الآغا" لكن ظروفاً سادت في تلك الفترة لم تسمح بذلك، وبقي المكان السفلي هو المكان الذي يعيش فيه كل القاطنين.
بنى المكان على مراحل عديدة ، ولكن القسم الأكبر منه شيد في بداية القرن العشرين، وهو مبني على تلةٍ مرتفعة، حيث يشرف على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، ويطل على نهر الكبير الشمالي.
"صور شريتح" هو واحدٌ من عددٍ من الأبنية التي عرفت عن تلك الحقبة كأماكن سيطر فيها الإقطاع على الريف الساحلي، وهي الآن مقاصد سياحية وأثرية هامة، يقصدها الناس للتعرف على تاريخ آبائهم وأجدادهم فهي جزءٌ هام لا يرغب أحد بنسيانه رغم مرارته، ينظر له الناس كمتحفٍ للتراث الريفي، الذي بات ينال قسطاً كبيراً من الدراسة والاهتمام.