بعد مرور أكثر من 300 سنة على وجوده لايزال سوق مصياف الأثري يعج بالحياة والمبادلات التجارية محافظا على استمراريته وقيمته التجارية مضافا إليها أهميته الأثرية.
ويحتوي السوق على أكثر من مئة محل موزعة على مهن مختلفة مع ملاحظة أن كل مهنة تحتفظ بمنطقتها الخاصة من السوق فهناك الصاغة ومحلات السجاد والأقمشة حيث يشهد حركة يومية كثيفة من أبناء المدينة والقرى المحيطة بها لما يتصف به هذا السوق من ملائمته لكل الأذواق والميزانيات.
ويقول محمد الشيخ علي رئيس مجلس المدينة لنشرة سانا سياحة ومجتمع “إن سوق مصياف من الأسواق السورية التي مازالت محافظة على بنيتها العمرانية ومعالمها المشهورة ولم تشهد تغييرا إنشائيا أدى إلى تبديل بنيتها الأساسية” .
وأضاف إن أهم معالم السوق المصلبة وهي تقاطع أقدم شارعين في المدينة حيث تنتشر حولها عشرات المحلات التجارية التاريخية كما يحيط بالسوق عدد من الأبنية الأثرية مثل الخان الكبير وجامع النوري الذي بني في عهد نور الدين زنكي والسرايا القديمة التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن التاسع عشر لافتا إلى أنه بين هذه المعالم تتفرع مجموعة من الأزقة تؤمن ارتباط المدينة القديمة ببعضها وهذه الأزقة ضيقة قد لا يصل عرضها مترين”.
وبين الشيخ علي أن سوق مصياف يضم أيضا سوقا أثريا صغيرا شبه مستقل يقع بالقرب من جامع النوري يتميز بطرازه المعماري المختلف عن بقية أجزاء السوق بدءا من الحجارة المرصوف بها وصولا إلى شكله الذي يشبه المستطيل ويضم أربعة مداخل، لافتا إلى أن هذا السوق الصغير خضع لإعادة ترميم لواجهات محاله
الأثرية مع مراعاة الحفاظ على البنية الأصلية قدر الإمكان وذلك باستخدام أحجار ومواد مماثلة معتقة.
واوضح رئيس مجلس المدينة أن سوق مصياف الأثري تأثر بالتطور المعيشي ما أدى الى اختفاء بعض المهن التراثية والحرف التقليدية كصناعة النحاس والبسط والحفر على الخشب وصناعة الفخار مشيرا إلى أن هذه الحرف ما زالت موجودة ولكن وجودها آخذ بالاندثار لإقبال الناس على الصناعات والمنتجات الجاهزة.
وأشار الشيخ علي إلى “ضرورة ترميم المحور الأثري الممتد من القلعة إلى السرايا عبر السوق الصغير للمحافظة على هندسته القديمة وترميم بعض المنازل الأثرية المتصلة بالسوق وإعادة تنشيط الحرف التقليدية كخطوة للحفاظ على التراث وخاصة في هذه الظروف”.
